شاركت المملكة العربية السعودية في أعمال الاجتماع التشاوري للمندوبين الدائمين للدول الأعضاء بجامعة الدول العربية الذي عقد بمقر الأمانة العامة في العاصمة المصرية القاهرة أمس (الأربعاء) برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومشاركة نائب المبعوث الأممي إلى سورية السفير رمزي عزالدين. وأكد أبو الغيط - في كلمة له خلال الاجتماع - ضرورة أن تكون «سورية المستقبل» صاحبة سيادة على أراضيها وألا يكون هناك مكان للميليشيات الأجنبية أو المقاتلين الأجانب والجماعات الارهابية على الأراضي السورية، مشدداً على أهمية الترتيبات الموقتة لوقف نزف الدم في سورية، وعلى ألا تكون تلك الترتيبات بديلاً عن الحل السياسي للأزمة السورية. ولفت إلى ضرورة أن تظل هذه الترتيبات «موقتة» وألا ينبغي أن تمثل بأي حال من الأحوال تمهيداً لاستدامة الأوضاع المرتبطة بتقسيم فعلي للوطن السوري قائلاً: «نحن لا نقبل إلا بسورية موحدة ومستقلة وذات سيادة». وأكد أهمية مشاركة السفير رمزي عز الدين في الاجتماع للاطلاع على رؤيته لآخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية للأزمة السورية بصورة شاملة وفقاً لمقررات جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن 2254 مشيراً إلى أن التطورات المأسوية لتلك الأزمة تشابكت فيها مصالح الأطراف. وأعرب أبو الغيط عن أسفه لأن تكون المحصلة هي تصاعد الكلفة الإنسانية والاقتصادية لهذه الحرب بشكل يفوق كل تصور، لافتاً إلى أن السوريين هم من يتحملون بشتى انتماءاتهم السياسية تلك الكلفة في المقام الأول. وقال: «إننا نؤيد كل ترتيب واتفاق يكون من شأنه حقن الدماء في سورية وحفظ الأنفس، ونشجع أي جهد يبذل في هذا الاتجاه، ويكون من شأنه خفض التصعيد العسكري ووقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية». عقب ذلك، عقد المندوبون الدائمون للدول الأعضاء بالجامعة العربية جلسة مغلقة مع نائب مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية لاطلاعهم على آخر الاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا حول تطورات الأوضاع في سورية، والجهود الدولية والأممية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.