هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران ب «مشكلات كبيرة للغاية» إذا لم تمتثل لبنود الاتفاق النووي مع القوى العالمية، ما دفع طهران إلى التلويح ب «رد» إذا ما أقرت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة عليها. وقال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس (الثلثاء): «إذا لم يتماش ذلك الاتفاق مع ما يفترض أن يتماشى معه فستكون هناك مشكلات كبيرة للغاية بالنسبة لهم. هذا ما أستطيع قوله»، مضيفاً: «اعتقدت انهم سيقولون شكراً للولايات المتحدة. نحن حقاً نحبكم كثيراً. لكنهم أصبحوا أكثر جرأة». وفي طهران، قال نائب وزير الخارجية عباس عراقجي اليوم إن إيران سترد إذا ما أقرت الحكومة الأميركية فرض عقوبات جديدة عليها. ونقلت «وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية» (إرنا) عن عراقجي وهو كبير المفاوضين النوويين قوله: «إن العقوبات التي يجري بحثها في الكونغرس الأميركي تمثل عملاً عدائياً واضحاً تماماً». وبعد أسبوع من الإقرار بأن إيران ملتزمة الاتفاق المبرم في 2015، الذي تفاوض في شأنه الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، أوضح ترامب للآلاف من أنصاره بأنه لا يزال «حذراً للغاية» من طهران. وكان المسؤولون في إدارة ترامب أبلغوا الصحافيين الأسبوع الماضي، بأنه يتم تجهيز عقوبات اقتصادية على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية ولمساهمتها في التوترات الإقليمية. إلى ذلك، قال البيت الأبيض إنه يراجع مشروع قانون أقره مجلس النواب الأميركي امس يقضي بفرض عقوبات جديدة على روسياوكوريا الشماليةوإيران. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان: «في حين يدعم الرئيس فرض عقوبات صارمة على كوريا الشماليةوإيرانوروسيا، فإن البيت الأبيض يراجع تشريع المجلس وينتظر وصول حزمة تشريعية نهائية إلى مكتب الرئيس». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن العقوبات الأميركية الجديدة على موسكو «لا تترك مجالاً لتحسين العلاقات في المستقبل القريب بل تأخذها إلى المجهول». من جهتها، أوضحت القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا سوزان ثورنتون إنه من المتوقع أن تفرض اميركا عقوبات جديدة تستهدف كبح برامج الأسلحة الكورية الشمالية، بما في ذلك عقوبات على كيانات ومؤسسات مالية صينية. وقالت ثورنتون إن الولاياتالمتحدة تفضل التعاون مع الصين في ملاحقة الكيانات التي تتعامل تجارياً مع كوريا الشمالية في انتهاك لعقوبات الأممالمتحدة، مضيفة: «لكننا مستعدون تماما للعمل بمفردنا». وأشارت ثورنتون أيضاً إلى إن واشنطن لا تزال تدرس ما إذا كانت ستعيد كوريا الشمالية إلى القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب والتي تم رفعها منها في العام 2008، في مقابل إحراز تقدم بمحادثات نزع سلاحها النووي. وصوت مجلس النواب الأميركي بغالبية ساحقة امس لصالح فرض عقوبات جديدة على الدول الثلاث، على رغم اعتراض إدارة الرئيس الاميركي على التشريع. ومع استمرار التصويت، أيد أعضاء المجلس بغالبية 388 صوتاً مقابل اثنين بفضل تأييد قوي من الجمهوريين أنصار ترامب، وكذلك من الديموقراطيين. ويتعين أن يوافق مجلس الشيوخ على التشريع قبل إرساله إلى البيت الأبيض ليوقعه ترامب.