لا تزال المعارك العنيفة متواصلة على محاور شمال حقل الهيل النفطية ومحاور أخرى قرب طريق السخنة – تدمر في بادية حمص الشرقية، بين عناصر «تنظيم داعش» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، وسط تقدم جديد للأخير في المنطقة وسيطرته على نقاط وتلال جديدة شمال حقل الهيل النفطي. في موازاة ذلك، أكدت هيئة الأركان الروسية أن القوات النظامية تتقدم بنجاح نحو مدينة السخنة، بوابة محافظة دير الزور. وأوضحت هيئة الأركان الروسية في إفادة للصحافيين أمس: «خلال الشهرين الأخيرين تم تحرير قرابة 20 ألف كلم مربع في سورية». وأكدت هيئة الأركان الروسية أن عملية القضاء على مجموعة كبيرة من عناصر «داعش» تجري شمال غرب تدمر في البادية السورية. وأضافت «أن أي محاولة للإرهابيين وأعوانهم لإعاقة عملية المصالحة في سورية سيتم وقفها بحزم». تزامناً، أرسلت القوات النظامية السورية تعزيزات جديدة لدعم قواتها ضد «داعش» على محور السخنة شمال شرق مدينة تدمر، 70 كم وسط البلاد. وقال مصدر في مطار القامشلي إن «نحو 200 من مقاتلي الدفاع الوطني غادروا المطار الليلة الماضية متوجهين إلى السخنة للمشاركة في القتال ضد تنظيم داعش». وتحركت عناصر من الحرس الجمهوري مع آلياتهم ودباباتهم من جبهة الزلف بريف السويداء الشمالي الشرقي باتجاه بلدة السخنة أحد المعاقل الرئيسية للتنظيم في ريف حمص الشرقي ، حسبما أفادت مصادر متطابقة. ولفتت المصادر إلى أن التعزيزات تم إرسالها إلى السخنة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات النظامية على هذا المحور حيث سقط 48 قتيلاً بين صفوفها، من بينهم ثمانية ضباط، اثنان منهم برتبة عميد خلال الأيام الثلاثة الماضية. وعزا مصدر ميداني من القوات النظامية هذه الخسائر الفادحة إلى «طبيعة الحرب المعقدة في البادية، وقيام تنظيم داعش بزراعة ألغام بكثافة بين التلال والهضاب المنتشرة حول بلدة السخنة». واعتبر المصدر أن ما يتم تناقله في وسائل الإعلام عن سقوط السخنة نارياً «مبالغ فيه»، مبيناً أنه لا يمكن القول إن السيطرة النارية على المدينة «تحققت قبل السيطرة على جبل الضاحك الاستراتيجي المشرف على البلدة، والذي يقع على بعد نحو 9 كم منها». وتعد سيطرة القوات النظامية على بلدة السخنة في حال تحققها خطوة مهمة نحو دخول ريف دير الزور الجنوبي الغربي، بالتوازي مع تقدمها على بقية الجبهات ولاسيما ريف الميادين الجنوبي الغربي وريف الرقة الشرقي، حيث تفيد المعلومات بأن القوات النظامية التي يقودها العميد سهيل الحسن، التي تعرف قواته باسم (قوات النمر) وقوات من عشائر الرقة أصبحت على بعد نحو 70 كم فقط غرب دير الزور