خرج مؤتمر عن دور الحكومة الإلكترونية في تحقيق الإدارة الرشيدة، نظمته سلطنة عُمان أخيراً، بتوصيات أكّدت ضرورة التنسيق بين التجارب الناجحة في مجال تصميم نُظُم العمل الإلكترونية المتصلة بالعمل الإداري، بين دول مجلس التعاون الخليجي. وبعد ثلاثة أيام من النقاشات واستعراض عدد كبير من أوراق العمل، أوصى المؤتمر بتكثيف استخدام وسائل الإعلام للتوعية بأهمية الحكومة الإلكترونية ودورها في تبسيط الإجراءات، وتقليل الجهد في إنجاز المعاملات المختلفة. وشدّد على أهمية تكثيف البرامج والدورات التدريبية لموظفي القطاع الحكومي المتعلقة بتطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات، لضمان جاهزيتهم لاستخدامها واستفادتهم من خدماتها، إضافة إلى إجراء دراسات تقويمية للأنظمة التقنية المطبّقة في القطاع الحكومي للوقوف على مدى تحقيقها أهدافها المنشودة. وطالب المؤتمر بإجراء دراسات ميدانية دورية للوقوف على مدى رضا الجمهور عن خدمات الحكومة الإلكترونية في دول المجلس، وتخصيص جائزة سنوية لأفضل مشروع تقني خليجي يحقق أهداف الإدارة الرشيدة، إضافة إلى الاستمرار في عقد هذا المؤتمر سنوياً. وسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على فاعلية الأداء الحكومي التقني، وطرق الارتقاء بالعمل المؤسساتي في دول مجلس التعاون، للمساعدة على إنجاز الأعمال بالطرق التقنية بما يحقق رضا الجمهور في التعاملات المحلية والإقليمية والعالمية. وناقش المؤتمر 30 ورقة عمل، لامست عدداً من المحاور المهمة، إذ تناول المحور الأول الحكومة الإلكترونية، مفهومها ومقوماتها مادياً وفنياً وبشرياً، وأهداف الحكومة الإلكترونية وإطارها تنظيمياً، إضافة إلى التعليم والتدريب في هذه الحكومة، وآليات قياس التكلفة والعائد لمشاريعها. وفي المحور الثاني، استعرضت أوراق العمل مفهوم الإدارة الرضية عبر ممارساتها وآلياتها وتجاربها، مع التشديد على دور القيادات الإدارية في الحد من الجوانب السلبية فيها. واقترب المحور الثالث من الهدف الرئيسي للمؤتمر، وهو دور الحكومة الإلكترونية في تحقيق الإدارة الرشيدة، واستعرض تجربة الحكومة الإلكترونية كأداة لتحديث الإدارة الحكومية، وممارسة الحوكمة الرشيدة. ولامس المحور عينه دور الحكومة الإلكترونية في تخفيض التكاليف الحكومية، وتحقيق الشفافية، وتفعيل مشاركة المجتمع في الحكم. وشهد المؤتمر نقاشات تناولت قضايا مرتبطة بالحكومة الإلكترونية، مثل استراتيجية إدارة التغيير في نظام إدارة معلومات الموارد البشرية، وتطبيقات الحكومة الإلكترونية باعتبارها نقلة نوعية في الإدارة المعاصرة، وصعوبات تطبيقها في المدارس الحكومية وغيرها. شارك في المؤتمر أعضاء من الأمانة العامة ل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» المعنيين بشؤون التنمية الإدارية، خصوصاً صُنّاع القرار منهم. وكذلك شارك فيه ممثلو مؤسسات التنمية الإدارية في دول المجلس، ومديرو إدارات تقنية المعلومات في المؤسسات الرسمية ونظراؤهم في القطاع الخاص.