واشنطن، لندن- رويترز، أ ف ب - قال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أف بي أي) أمس، إن مسؤولين اميركيين حذروا المؤسسات المالية الكبيرة في «وول ستريت» من تهديد محتمل، بعدما أشارت مجلة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» الى ان الاسواق المالية قد تُستهدف بهجوم. وأبلغ «اف بي أي» المؤسسات المالية بالتهديدات في اجتماعات عقدها مع مدرائها على مدى يومين في كانون الثاني (يناير) الماضي، وتلا توزيع السلطات نشرة على وكالات إنفاذ القانون تضمنت تحذيراً من مجلة «إنسباير» التي تصدر بالإنكليزية وتزعم بأنها دورية خاصة ب «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ من اليمن مقراً له. ونشرت المجلة على شبكة الإنترنت قصة بعنوان «اصنع قنبلة في مطبخ والدتك». وقال جيم مارجولين الناطق باسم «اف بي أي» في نيويورك، إن «لا تهديد محدداً او وشيكاً»، ووصف التحذير بأنه «إجراء روتيني لدى توافر معلومات عن تهديدات حتى اذا كانت غامضة او محدودة الصدقية». وأضاف مارجولين أن «المجلة تتحدث عن سبل محتملة مختلفة للجهاد، احدها تطوير اشخاص يحملون شهادات في علم الأحياء والكيمياء سلاحاً للدمار الشامل. وعرضت صورة لظرف كتب عليه: الجمرة الخبيثة، من دون المطالبة بأمور محددة». وأعلن خبير امني ان هذه التهديدات تعطل عمل الشركات، سواء وُجد خطر فعلياً ام لا، لأنه يجب التعامل معها بجدية. وطالب جون لاف، رئيس مجموعة «بيتني باوز» الأمنية لخدمات البريد والوثائق، الشركات بفحص رسائل البريد وتصوير الطرود بالاشعة السينية، ونقل عمليات البريد الى مبنى مختلف عن مقر العمليات الرئيسية. على صعيد آخر، أقرت الأميركية كولين لاروز، المعروفة باسم «جهاد جاين»، المتهمة بالإرهاب والتحضير لتنفيذ عملية اغتيال في الخارج، بأنها مذنبة، امام محكمة في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا (شمال شرق). وردّت المتهمة البالغة 47 من العمر ب «نعم» على سؤال القاضي بيتريز تاكر حول ما اذا كانت تقر بالتهم الموجهة اليها، وبينها الى إعداد عملية اغتيال في الخارج، تقديم دعم مادي لإرهابيين والإدلاء بإفادات كاذبة للشرطة واستخدام بطاقات هوية مزورة. واعتقلت السلطات الاميركية «جهاد جاين» في منطقة بفيلادلفيا في تشرين الاول (اكتوبر) 2009، ويشتبه في انها جندت إرهابيين في اوروبا وآسيا، وتآمرت لقتل شخص في السويد. وقبل ساعات من اعتقالها، أوقفت الشرطة الارلندية سبعة مسلمين للاشتباه في أنهم ارادوا اغتيال رسام الكاريكاتور السويدي لارس فيلكس صاحب رسم كاريكاتوري اساء للإسلام عام 2007. وتحدث الادعاء عن مراسلات إلكترونية، خصوصاً رسالة تلقتها «جهاد جاين» من شخص في جنوب آسيا دعاها الى التوجه الى السويد وقتل شخص «بطريقة سترعب عالم الكفار». وأفادت الصحافة الارلندية بأن «جهاد جاين» زارت البلاد عام 2008. وفي إحدى مراسلاتها، أكدت كولين لاروز من قريتها في بنسلفانيا انها تريد الاستشهاد، موضحة انها قد تستفيد من مظهرها الخارجي «كي لا تلفت الأنظار». وجاء اعترافها بذنبها بعد نحو اربعة شهور على بدء محاكمة شريكة مفترضة لها تدعى جايمي باولين راميريز. ورفض محامو كولين لاروز، التي قد تواجه حكماً بالسجن المؤبد، الحديث عما اذا كانت موكلتهم تتعاون مع المحققين بأمل الحصول على عقوبة مخففة. وفي فرجينيا،، أيدت محكمة للاستئناف إدانة الأميركي أحمد أبو علي عام 2005 بالسجن المؤبد بتهمة التخطيط لاغتيال الرئيس الأميركي حينها جورج بوش، والتآمر مع «القاعدة». ورفضت المحكمة بالتالي دفع محاميي أبو علي بأن «الحكم غير منطقي وينتهك مواد دستورية عدة». وولد أبو علي في تكساس، وعاش في ضاحية فولز تشيرش بواشنطن قبل توقيفه عام 2003. ووقع اعترافات مكتوبة وأدلى ببيانات يعترف فيها بالمؤامرة ضد بوش وبعلاقته مع خلية ل «القاعدة». وبنت الإدارة الأميركية كل أركان القضية ضده على هذه الأسس. وفي بريطانيا، استمعت محكمة «وولويتش» الملكية البريطانية لمرافعة الادعاء الذي اتهم خبير الكمبيوتر رجب كريم، الذي عمل في شركة الخطوط الجوية البريطانية بأنه «إسلامي متشدد تآمر مع رجل دين المتشدد أنور العولقي لتفجير طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة». وخاطب الادعاء المحكمة بالقول: «سيظهر لكم من المواد العقائدية والخاصة بالعمليات التي عثر عليها في منزل كريم بعد اعتقاله انه ملتزم تماماً بقضية دينية جهادية متطرفة». وزاد: «يؤمن المتهم بأن الإرهاب وقتل المدنيين مسموح لإنشاء دولة اسلامية حقيقية من وجهة نظره». وكشفت رسالة إلكترونية عَرَضَها الادعاء، ان الامام العولقي سأل خبير المعلوماتية البنغلادشي عن كيفية ادخال طرد الى طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة، واذا كان يستطيع استخدام علاقاته داخل الشركة لتنفيذ هذا الامر. وكتب العولقي في رسالته، بحسب بيان الاتهام: «السؤال هو: هل يمكن ادخال طرد او شخص يحمل طرداً مع ناس تعرفهم الى طائرة متجهة الى الولاياتالمتحدة؟» وأكد الادعاء ان كريم تدرب على «الإرهاب»، وتمتع بمهارة فائقة في إجراء اتصالات سرية، علماً ان شركة الخطوط الجوية البريطانية سمحت بدخوله مكاتبها في نيوكاسل ومطار هيثرو الدولي في لندن. جاء ذلك غداة استماع المحكمة الى محامي كريم (31 سنة)، الذي اعلن ان موكله انتقل الى بريطانيا من بنغلادش عام 2006 وعمل مع الخطوط الجوية البريطانية في نيوكاسل، وانه كان يزاول كرة القدم ولم يروج لآراء متطرفة. لكن كريم أقرّ بأنه كان مستعداً للالتحاق بمعسكرات تدريب ارهابية، وأنه حض اشخاصاً آخرين على فعل الامر ذاته. كما اعترف بأنه شارك في انتاج وتوزيع شريط فيديو لصالح جماعة «مجاهدي بنغلادش»، وانه نقل اموالاً لتنفيذ اعتداءات ارهابية.