قال أعضاء ديموقراطيون بارزون في الكونغرس الأميركي اليوم (السبت) إن الجمهوريين والديموقراطيين توصلوا إلى اتفاق في شأن تشريع يتيح فرض عقوبات جديدة على روسياوإيران ويشمل أيضاً كوريا الشمالية. وأقر مجلس الشيوخ الشهر الماضي قانون مجابهة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، لكنه تعطل في مجلس النواب بعدما اقترح الجمهوريون إدراج عقوبات على كوريا الشمالية ضمن مشروع القانون. ويتعين على غرفتي البرلمان إقرار التشريع المعدل. وعبرت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي عن قلقها من أن يؤدي إدراج كوريا الشمالية في التشريع إلى تعطله داخل مجلس الشيوخ. وقالت في بيان «في حين ندعم عقوبات أكثر صرامة على كوريا الشمالية، وهو ما أقره مجلس النواب بالفعل، فإنني أخشى أن يتسبب ضمها إلى هذا المشروع، بدلاً من وضعها في تشريع منفصل، في مزيد من التأخير الإجرائي داخل مجلس الشيوخ». وأضافت «من الضروري أن لا يعرقل ضم كوريا الشمالية إلى الحزمة، الكونغرس عن الإقرار الفوري لتشريع العقوبات ضد روسيا وإرساله إلى مكتب الرئيس قبل العطلة البرلمانية في آب (أغسطس)». ويأمل كثير من المشرعين في أن يرسل مشروع القانون هذا رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب بضرورة مواصلة إتباع موقف قوي ضد روسيا. وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن «من الضروري» صدور مشروع قانون قوي للعقوبات. وأضاف في بيان «أتوقع أن يعمل مجلسا النواب والشيوخ على هذا التشريع من دون إبطاء على أساس واسع من الحزبين، وأن يرسلا مشروع القانون إلى مكتب الرئيس». وقال السناتور بن كاردين، وهو عضو ديموقراطي في لجنة العلاقات الخارجية، إن الاتفاق جرى التوصل إليه بعد «مفاوضات مكثفة». وأوضح في بيان «يستعد الكونغرس بإجماع شبه كامل لإرسال رسالة واضحة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيابة عن الشعب الأميركي وحلفائه. ونريد من الرئيس ترامب أن يساعدنا في توصيل هذه الرسالة». من جهة أخرى، أطلق ترامب اليوم تغريدات عدة على تويتر انتقد فيها المحقق الخاص الذي يحقق في الصلات المحتملة بين حملته الانتخابية في العام 2016 وبين روسيا، في الوقت الذي أكد فيه على «سلطته الكاملة في العفو» لكونه رئيساً. وقال ترامب «كثير من الناس يتساءلون عن السبب وراء عدم نظر وزير العدل أو المحقق الخاص في الكثير من جرائم هيلاري كلينتون (مرشحة الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية) وجيمس كومي (المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي). جرى حذف 33 ألفاً من رسائل البريد الإلكتروني». وتابع «إبني دونالد قدم بكل وضوح رسائله عبر البريد الإلكتروني إلى وسائل الإعلام والسلطات، بينما حذفت هيلاري كلينتون المخادعة رسائلها البالغ عددها 33 ألفاً». وأشار ترامب إلى سلطته في العفو في سلسلة تغريداته اليوم، والتي ركزت على غضبه من تسريبات إلى وسائل الإعلام. وقال «في حين يتفق الجميع على أن لرئيس الولاياتالمتحدة كامل السلطة في العفو، فإنه لا يوجد ما يدعو إلى التفكير في ذلك، وخصوصاً أن الجريمة الوحيدة حتى الآن تتمثل في تسريبات ضدنا. أخبار زائفة». وأثار أكاديميون تساؤلات عن نطاق السلطة القانونية للرئيس في منح العفو. وقال بعضهم إنه في حال إقدام ترامب مستقبلاً على إصدار عفو لنفسه فإن على المحكمة العليا الأميركية تحديد مدى دستورية ذلك. وغادر ترامب صباح اليوم في رحلة قصيرة إلى نورفولك في فرجينيا لحضور مراسم تكليف حاملة الطائرات «غيرالد آر فورد» التي تحمل اسم الرئيس الأميركي السابق. وكان فورد، الذي تولى الرئاسة بعد استقالة ريتشارد نيكسون، في العام 1974 أصدر عفواً شمل أي جرائم ربما اقترفها نيكسون في إطار ما عرف ب «فضيحة ووترغيت» التي أدت إلى استقالته.