علمت «الحياة» ان السفير الاميركي في بغداد عرض آلية لتسوية الخلافات في محافظة الموصل بين قائمتي «الحدباء» العربية و «نينوى المتآخية» الكردية، وفيما قال المسؤول الكردي خسرو كوران إن قائمته بحثت مع هيل في الوضع السياسي في المدينة والأسباب التي تقف وراء مقاطعة الاكراد لأعمال مجلس المحافظة، أعرب النائب اسامة النجيفي عن امله في أن يلعب الاميركيون دورا ايجابيا في حل الازمة. وقال مصدر مطلع على المحادثات التي اجراها السفير الأميركي مع المتخاصمين في الموصل انه عرض خلال الاجتماعات حلاً اميركياً يضمن عودة الاكراد عنن مقاطعتهم لمجلس المحافظة مقابل ضمانات تقدمها القائمة العربية. ولم يوضح المصدر طبيعة الضمانات، غير انه اكد ان إشراك قائمة «التحالف الكردستاني» في اتخاذ القرار من اهم الطروحات التي تم تداولها، بالاضافة الى آلية لمعالجة وجود البيشمركة في المدينة. وأوضح كوران في تصريح الى «الحياة» أن «السفير الامريكي زار الموصل للمرة الأولى واجتمع اولاً بقائمة نينوى بكامل اعضائها ثم اجتمع بالاعضاء الاخرين في مجلس المحافظة». وأضاف: «تباحثنا في الاوضاع السياسية في المدينة ومقاطعتنا لاعمال مجلس المحافظة. وأبدى السفير استعداد ادارة بلاده لتقديم كل العون اللازم للتقريب بين وجهات النظر المختلفة، وحل الخلافات القائمة»، مشيرا الى أن هيل «أعرب عن اهتمام واشنطن ومنظمة الاممالمتحدة البالغ بالموصل». ونفى كوران أن يكون الاجتماع أسفر عن قرارات لحلحلة االوضع، وقال أن اعضاء مجلس المحافظة «يمثلون قائمتين متباعدتين في وجهات النظر وليس بالأمر السهل أن يتم التقارب بينهما ببساطة». الى ذلك، أعرب النائب عن محافظة نينوى اسامة النجيفي، شقيق المحافظ اثيل النجيفي، عن أمله في أن يكون للجانب الأميركي دور ايجابي وفعال لحل الاوضاع الراهنة بالمدينة. وقال في تصريح الى «الحياة»، ان «للأمريكيين دوراً فعالاً في الموصل فهم يمتلكون قوة عسكرية فيها، وتربطهم علاقات مع اقليم كردستان العراق وهذا ما تفتقده الحكومة المركزية، ونأمل بأن يعملوا على حلحلة الاوضاع من خلال سحب قوات البيشمركة والتقريب بين الاطراف المختلفة في المدينة». أما هيل فأكد في مؤتمر صحافي عقده خلال زيارته للموصل أن الولاياتالمتحدة «ملتزمة الاتفاق الأمني الذي ابرمته مع الحكومة العراقية اواخر العام الماضي»، مشيرا الى أن التمثيل الديبلوماسي الاميركي في العراق «سيستمر ويتعزز». وزاد ان «هدفنا من زيارة الموصل هو التعرف عن كثب إلى اوضاع المدينة والاطلاع على أمورها». وأضاف ان «الولاياتالمتحدة ملتزمة مساعدة الحكومة العراقية والعمل معها لاعادة اعمار البلاد وبنائها وتحسين الواقع الخدمي». وتعيش الموصل الواقعة على بعد 405 كم شمال بغداد، وضعاً سياسيا واداريا مرتبكا منذ انتخابات مجلس المحافظة في 31 من كانون الثاني (يناير) الماضي وأسفرت عن فوز قائمة «الحدباء الوطنية» بتسعة عشر مقعدا من اصل 37 فيما حصلت قائمة «نينوى المتآخية» على 12 مقعدا. ويتهم الأكراد القائمة بالاستحواز على كل المناصب الإدارية الرفيعة مثل المحافظ ونائبيه ورئيس مجلس المحافظة، وأعلنوا مقاطعتهم مجلس المحافظة.