واشنطن - يو بي أي - اعتبر المعارض المصري محمد البرادعي، خطاب الرئيس المصري حسني مبارك أمس الذي أعلن فيه بقاءه في السلطة حتى نهاية ولايته، بأنه مخيب للآمال ولا يلبي طموح المتظاهرين، فيما أعلن نائب جماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب الإصرار على تنحي مبارك حتى وإن عيّن مكانه نائبه عمر سليمان خلفاً له. وقال البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وزعيم الجمعية الوطنية للتغيير الحائز على جائزة نوبل للسلام لشبكة "سي ان ان" الأميركية تعليقاً على خطاب مبارك، "إنه خطاب مخيب للآمال تماما، وهو لا يلبي طموح المحتجين الساعين للتخلص من نظام قمعي يحكم البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما". وأضاف أن مبارك لم يفهم رسالة الشعب المصري، وهو لا يفعل سوى إطالة أمد الأزمة، ويستمر في شحن الناس بمزيد من الغضب، وقال: "من قدّم له هذه النصيحة قدّم له مشورة خاطئة... أنا لا أفهم حقاً ما وراء ذلك سوى ستة أو سبعة أشهر إضافية من القلاقل". بدوره اعتبر نائب رئيس جماعة الأخوان المسلمين محمد حبيب خطاب مبارك محاولة لمناشدة عواطف الناس أكثر من أي شيء آخر، وقال للشبكة الأميركية " ينبغي أن نقول له شكراً وارحل". وقال ل "سي ان ان" إن حقبته شهدت إيجابيات لكنها شملت سياسات سلبية مثل تقديم مدنيين أمام محاكم عسكرية واستخدام الرصاص الحي والمطاطي ضد المتظاهرين وتسهيل عمليات تزوير الانتخابات. وأضاف "حتى لو تنحى (مبارك) وعين عمر سليمان خلفاً له ربما يكون الأمر أفضل من بقائه في السلطة، لكنه لم يفعل ذلك، لماذا يريد البقاء في السلطة لثلاثة أو أربعة أشهر إضافية، لقد حكم 30 عاماً"، ودعا حبيب، مبارك للتخلي عن السلطة وتسليمها لشخص آخر. ودعا عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية ووزير خارجية مصر سابقاً، المتظاهرين للتفكير ملياً بما أعلنه مبارك في خطابه قبل الرد عليه، وقال ل (سي ان ان) "إنني أعرف أن البعض لن يرونه مرضياً ويريدون المزيد" لكنه أضاف أنه يعتقد بأن مبارك قدم عرضاً جديداً. وقال أيمن نور، الناشط السياسي مؤسس حزب الغد المعارض، والذي ترشح للرئاسة في العام 2005 إن خطاب مبارك غير مقبول لأنه لم يف بالحد الأدنى لمطالب الشعب. وأضاف في تصريح للشبكة الأميركية "لقد كان محبطاً للغاية، الخطاب لم يف بالقدر الأدنى من طموحات الشعب المصري"، واعتبره تحصيل حاصل لأنه كان معلوما بأن مبارك لم يكن سيترشح لفترة رئاسية جديدة، وإنما سيرشح نجله جمال. وأشار إلى أن الخطاب لم يتحدث عن التوريث من قريب أو بعيد ولم يقدّم أي إشارة متعلقة بإصلاح القضاء أو نظام الانتخابات. إلى ذلك، قال نائب رئيس الحزب الناصري العربي محمد أبو العلا ، "أول أدنى المطالب التي اتفقنا عليها ، جنبا إلى جنب مع أحزاب المعارضة الأخرى، وقبيل بدء أي حوار مع الحكومة الراهنة، هو ضرورة استقالة الرئيس، وبعد ذلك يمكننا الجلوس للتفاوض". واشار إلى ان المتظاهرين في ميدان التحرير وكافة أنحاء البلاد يطالبون بإسقاط النظام، واعتبر أن "ما قاله هو (مبارك) يشوه الحقيقة والعدالة اللتين يطالب بهما المتظاهرون". وأعلن مبارك في خطاب أمس نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكداً حرصه على "انتقال سلمي" للسلطة وإفساح المجال لمن يختاره الشعب، لافتاً إلى انه سيبقى في السلطة إلى حين انتهاء ولايته في ايلول'سبتمبر المقبل.