أبلغت مصادر مطلعة في طرابلس «الحياة» امس، ان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج يعتزم مناقشة الترتيبات لاجراء انتخابات رئاسية واشتراعية مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، خلال لقائهما في باريس الثلثاء المقبل برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون. وابدت المصادر المطلعة على الترتيبات المتعلقة باللقاء، تفاؤلها باتفاق الجانبين على مبدأ اجراء الانتخابات والعمل على وضع آلية لاستكمال الترتيبات لهذا الاستحقاق خصوصاً على صعيدين أمني ولوجيستي، فيما تتولى عواصم مؤيدة ل «خطة الطريق» التي وضعها السراج في هذا الشأن، اجراء اتصالات مع الاطراف الرافضة وفي مقدمها مجلس النواب الذي يتخذ من طبرق مقراً له. وعلمت «الحياة» ان ثمة اجماعاً في مناطق العرب الليبي على تسهيل مبادرة السراج كونها المخرج الوحيد للأزمة، ولفتت مصادر الى تصريحات تصب في هذا الاتجاه، من جانب تيار الاسلامي السياسي، وقيادات بارزة في مصراتة ومناطق أخرى تتمتع بثقل عسكري على الارض. وأكدت مصادر إعلامية إيطالية امس، دعوة الرئيس الفرنسي مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة لحضور «القمة الليبية» في باريس الثلثاء المقبل، واشارت الى ان حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها السراج، مدعومة دولياً، في حين ان حفتر الذي وصفته ب «الرجل القوي الذي تسيطر قواتة على أجزاء كبيرة من برقة (شرق)، يحظى بدعم من عواصم عربية معنية بالبحث عن حل للأزمة الليبية. ونقلت صحيفة «لاريبوبليكا» عن وكالة انباء «آكي» الإيطالية، أن باريس «وجهت الدعوة أيضا إلى المبعوث الدولي الجديد إلى ليبيا الوزير اللبناني السابق غسان سلامة، للمشاركة في اللقاء». واشارت الوكالة الى أن روما علمت باللقاء المزمع «ليس عبر باريس بل عن طريق حكومة الوفاق الوطني». مهاجرون بالمئات على صعيد آخر، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب إن 800 ألف مهاجر على السواحل الليبية يريدون الوصول سراً إلى أوروبا، مؤكداً أهمية التوعية بشأن «أكاذيب مهربي البشر» في بلدانهم الأصلية. وأوضح كولومب في مقابلة مع صحيفة «أويست فرانس» امس، أن «كشف أكاذيب مهربي البشر في بلدان الخروج والانتقال، يعتبر أمراً جوهرياً بالنسبة إلى المهاجرين». كما أشار الوزير إلى أن الاتحاد الأوروبي دشن صندوقاً بشكل طارئ لمواجهة «الأسباب العميقة للهجرة غير الشرعية» وتعزيز سبل توفير فرص عمل وإعادة دمج الأشخاص في مناطقهم الأصلية. وذكر كولومب أن المستهدف يتمثل في تفكيك الشبكات التي تعمل من منطقة الساحل حتى السواحل الأوروبية. وحول هذه القضية، سيشارك المسؤول الحكومي في اجتماع لوزراء داخلية بلدان وسط البحر المتوسط يعقد الاثنين المقبل في تونس. وقال الوزير الفرنسي إنه خلال الربع الأول من عام 2016 كان هناك ما يقرب من 34 محاولة فاشلة شهرياً لمهاجرين كانوا يريدون الوصول إلى إنكلترا من خلال ميناء كاليه وبالسكك الحديدية أسفل قناة المانش، ما تسبب في وفاة 14 مهاجراً العام الماضي.