مواكبة للعملية العسكرية في جرود عرسال، تابع الرئيس اللبناني ميشال عون التطورات الأمنية منذ الفجر، وتلقى، وفق بيان المكتب الإعلامي في قصر بعبدا، تقارير من الأجهزة الأمنية المعنية عن المستجدات والإجراءات التي اتخذتها قيادة الجيش على الحدود اللبنانية ومنع تسلل المسلحين عبرها. وفي وزارة الداخلية ترأس الوزير نهاد المشنوق اجتماعاً استثناثياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، حضره النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، أمين سر مجلس الأمن الداخلي المركزي العميد الياس الخوري (عينه مجلس الوزراء في جلسة اول من امس مديراً عاماً للأحوال الشخصية في وزارة الداخلية خلفاً لسوزان خوري التي وضعت بتصرف رئيس الحكومة)، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن انطوان منصور، نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش العميد الركن نواف جباوي، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ناجي المصري، رئيس مكتب شؤون المعلومات في الأمن العام العميد منح صوايا ورئيس مكتب المدير العام للأمن العام العميد بشاره جبور. وخصص الاجتماع لمواكبة الوضع في منطقة جرود عرسال وتفاعلاتها في الداخل اللبناني والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع التواصل الاجتماعي. كما بحث المجلس في مواضيع بقيت طي الكتمان. وأبقى جلساته مفتوحة لمتابعة المستجدات. وعصراً عقدت في الداخلية اجتماعات لهيئات الإغاثة والصليبين الأحمر اللبناني والدولي، لمواكبة تداعيات العملية العسكرية والنزوح. «ممارسات مقززة» الى ذلك، وقع 260 ناشطًا وصحافيًا ومثقفًا وفنانًا لبنانياً بياناً أكدوا فيه أن لبنان «وطن للحرية والتعدد واحترام حقوق الإنسان، والجيش ينبغي أن يكون الطرف الوحيد المسلح في البلد ونعلن رفضنا القاطع واستنكارنا العميق لبعض الممارسات المقززة في حق المدنيين السوريين الذين اضطرتهم مأساتهم إلى اللجوء إلى بلدنا». واستنكر البيان «حملات التحريض على السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف والتلفزيون وعلى ألسنة بعض السياسيين وما يجري على هذا الصعيد لا يمثلنا». وفي ردود على العملية أوضح وزير الاتصالات جمال الجراح ان «الجيش اللبناني لن يكون جزءًا من المعركة التي تجرى على الحدود الشرقية وانتشاره يأتي لمنع تسلل المسلحين من الجرود الى داخل بلدة عرسال كما انه يقوم بحماية الأهالي ومخيمات النازحين السوريين»، ودعا «اهالي عرسال الى الوقوف الى جانب الجيش الذي يعمل على ابعاد الخطر عن البلدة والحفاظ على امنهم وأمن المقيمين على الأراضي اللبنانية بمن فيهم النازحون السوريون». وفي تغريدة له قال رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية: «الله يكون مع رجال المقاومة في معركة تطهير جرود عرسال وانشالله بالنصر وبأقل الخسائر». وقال وزير المهجرين طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر»: «قلبنا مع الجيش اللبناني والمقاومين الأبطال في معركة جرود عرسال... والنصر حليفهم بكل تأكيد». اما السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي فاعتبر ان «انتصار سورية على الإرهاب مصلحة لكل العالم». وقال بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري: «ما يجري على الأرض في جرود عرسال وسورية من انتصارات تتحقق في شكل متوالٍ كان محور اللقاء بالإضافة الى العلاقات بين البلدين وما يثار. وقد عبّر الرئيس بري عن ارتياحه الى النجاحات التي يحققها الجيش اللبناني ويستثمر في الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والمقاومة. وكان تفاؤله كبيراً بأن تنجز هذه العملية بإيقاع سريع وبخسائر قليلة إن شاءالله، وانتصارات تشكل ضمانة لأمن البلدين ولتنسيق تفرضه مصلحة البلدين بين الشعبين والحكومتين والقيادتين لما فيه خير لبنان وسورية والمنطقة». وعلق النائب بطرس حرب على تزامن العملية العسكرية ل «حزب الله» في عرسال مع زيارة الرئيس سعد الحريري واشنطن، فهنأ «الحكومة على انسجام مكوناتها التي اختار أحدها القيام بعملية عسكرية في وقت الزيارة، مع ما سيستتبع ذلك من ردود فعل قد تعكّرها وتعطّل النتائج المرجوّة منها». وأشار الى أن «ما يستدعي تسجيله على الحكومة أنّها تزعم اليوم أنها منسجمة وأنها حققت التوازن المطلوب في حسن إدارة البلاد، بينما كان الخلاف السياسي على أوجّه في العام 2011»، وسأل: «كيف تبرّر الحكومة اللبنانية تعطيل نفسها في استحقاق مهمّ كالذي سيحصل في واشنطن وكيف ستبرر للرأي العام اللبناني الانعكاسات المحتملة للعملية العسكرية التي يقوم بها حزب الله بالتعاون مع الجيش السوري في جرود عرسال اللبنانيّة، في الوقت الذي يفترض أن يُترك للجيش لوحده القيام بهذه المهمة وهو عليها قادر».