أكّد مصدر إسعافي في هيئة الهلال الأحمر السعودي، أن مواطنين أجبروا سيارة إسعاف تحمل مصاباً على تغيير وجهتها، التي كانت نحو مستشفى الملك خالد في الخرج إلى مستشفى تابع ل«الحرس الوطني» في الرياض فيما وعد مسؤول العلاقات العامة في «الهيئة» أحمد باريان بمتابعة القضية. وذكر المصدر الذي يعمل في مركز إسعاف حرض (تحتفظ «الحياة» باسمه) ل«الحياة»، أن فرقة الإسعاف المكوّنة من مسعف وسائق تفاجأت أثناء نقل المصاب من حرض (170 كيلومتراً شرق الخرج) إلى مستشفى الملك خالد التابع لمحافظة الخرج بمحاصرة 3 سيارات لسيارة الإسعاف قرب مدخل المحافظة، ونزل على إثرها عدد من ذوي المصابين ادعوا أنهم ضباط وفقاً لبطاقات هوياتهم، وأجبروا الفريق الإسعافي على نقل المصابين إلى مستشفى يتبع ل«الحرس الوطني» في العاصمة (الرياض). وتابع: «على رغم أن الأنظمة والآلية الإسعافية تفرض علينا نقل المصاب إلى أقرب مستشفى في محافظة الخرج (مستشفى الملك خالد)، إلا أن ذوي المصاب أجبروا الفرقة الإسعافية على نقله إلى مستشفى آخر في العاصمة، ما دفع المسعف إلى النزول غصباً من السيارة، خوفاً من اعتدائهم عليه، في حين كان السائق يقود السيارة بصحبتهم إلى المستشفى، لأنه لا يستطيع تركها». ولفت إلى أن مستشفى «الحرس الوطني» رفض استقبال المريض في البداية، بحجة أنه نقل إلى غير الوجهة المرخص ذهابه لها من جهة، وأن السيارة تفتقر إلى المسعف والأدوات الإسعافية، ولا يوجد سوى السائق والمصاب وذويه بصفة غير رسمية، مشيراً إلى أن ذوي المصاب تواصلوا مع مسؤولين في «الحرس»، فجرى التغاضي عن وضعهم غير الرسمي، وإدخال المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأكد المصدر أن ما حصل مع الفرقة الإسعافية وصل إلى مسؤولين في الدمام والأحساء، إلا أنهم لم يتخذوا بشأن ذلك أي قرار ينصف الفرقة الإسعافية، مضيفاً أن المسعف والسائق لم يتمكّنا من الرجوع إلى مقر المركز الإسعافي قبل الثانية عشرة ليلاً. من جهته، ذكر مسؤول العلاقات العامة في هيئة الهلال الأحمر أحمد باريان ل«الحياة»، أن «الهيئة» ستتأكد من حقيقة الواقعة عن طريق مخاطبة الفرقة الإسعافية التي تعرضت لهذا الأمر، وكذلك مدير المركز ثم ستطلع بدورها على المحضر، وتتواصل مع العمليات المركزية في الرياض ومدير الخدمات الإسعافية، وفي حال ثبوت الحادثة ستتم مطالبة إدارة الفرع برفع تقرير إلى رئيس «هيئة الهلال الأحمر» الأمير فيصل بن عبدالله، وبالتالي مخاطبة مرجعية الأطراف الأخرى التي تجاوزت كما يوجه رئيس «الهيئة» بتشكيل لجنة تحقيق تتكفل بعمل الإجراءات اللازمة، وتقويم الموقف ثم تصدر توجيهات وتوصيات بذلك الخصوص وفقاً لما تراه ويكتب إلى مرجعهم الوظيفي. وشدّد على أن الهيئة لا تقبل الإساءة أياً كانت على موظفيها أو حتى إساءتهم لغيرهم. وفي ما يتعلق باختراق الأنظمة والآلية الإسعافية في نقل المصابين، قال باريان: «نظاماً لا يجوز ذلك، إذ إن الفرقة الإسعافية لديها خطة عمل وبرنامج وآلية واضحة، ومطالبة بنقل المصابين إلى أقرب مركز علاجي أياً كان تابعاً لقطاع حكومي أو آخر خاص، وفي حال رغبة ذوي المصاب نقله إلى مستشفى آخر بالتنسيق بين المستشفى الذي يتلقى العلاج منه مع وزارة الصحة، يتم نقله إلى أي مركز آخر بعد استقرار حاله». وأكد أن المسعف الذي يعمل في الهلال الأحمر يعتبر موظف دولة لديه منظومة عمل واضحة وصريحة يعمل من خلالها، وتابع: «يجب ألا يفرض على المسعف نقل المصاب إلى مكان بعيد أو معين، لأنه هو الأعلم بالمركز العلاجي الذي يفترض عليه الذهاب له».