نظّمت وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الملك سعود، اللقاء السنوي للتميّز البحثي صباح أمس، إذ قام مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، بتكريم الكليات والأقسام والباحثين المميزين في النشر العلمي وكذلك الممنوحين براءات اختراع مسجلة في مكتب الاختراعات الأميركي والكراسي البحثية المميزة. وتجاوزت مبالغ التكريم 13 مليون ريال، فضلاً عن الجوائز المعنوية مثل حضور مؤتمر عالمي، ومنح كل باحث وباحثة من المميزين لوحة «المصمك» للتعبير عن التميز. وأطلق على الجوائز مسمى «قائمة مدير الجامعة للتميز البحثي»، وسجلت طالبتان في الدراسات العليا من كليتي الطب والعلوم تميزاًَ بفوزهما بجائزتي تميز، وكذلك ثلاث باحثات من أعضاء هيئة التدريس، ولقي التكريم أصداء واسعة بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعة، كونه يؤكد توجه الجامعة نحو تقويم المنجز البحثي، وتكريم من يستحق إنجازه التكريم. وفي هذا اللقاء، عبّر الدكتور العثمان عن حرص هؤلاء المبدعين على إعلاء هذا الوطن، وأن تكون السعودية دولة منتجة للبحث العلمي بسواعد وعزائم الرجال والنساء فيها وانتمائهم لهذا الوطن، لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين. وأضاف أن الدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي على الجامعات ومن بينها جامعة الملك سعود لعب دوراً استراتيجياً في تمكين المملكة من أن تكون دولة منتجة ومصدرة للمعرفة، وهو ما سيجعل الوطن في مصاف الدول المتقدمة، التي أصبح الاقتصاد المعرفي هو الباعث الرئيس نحو تطورها وتقدمها. وذكر أن هناك عناصر عدة للتمييز البحثي، أهمها العنصر البشري الذي تفتخر الجامعة بأن تضم أفضل الكفاءات العلمية والبحثية، والعنصر الآخر هو البيئة البحثية الرائدة، وهو ما تعمل عليه الجامعة من عناصر مختلفة ومتنوعة للبحث العلمي، من معامل حديثة ومتنوعة، وبرامج تطويرية بحثية على كل الأصعدة، مضيفاً أن ثالث هذه العناصر هو التمويل، موضحاً أن برنامج الأوقاف بالجامعة مصدر من مصادر تمويل البحث العلمي بها، إذ يملك هذا البرنامج محفظة مالية بقيمة 4 بلايين ريال، وستبدأ غداً المرحلة الثانية لمشروع أوقاف الجامعة، وسيخصص ريعه للبحث والتطوير، وعنصر الاستثمار المعرفي هو رابع هذه العناصر، فالجامعة من أوائل الجامعات التي تؤسس شركة للاقتصاد المعرفي، وهي شركة وادي الرياض وعمرها الآن 6 أشهر فقط وموازنتها تقدر ب 160 مليون ريال.وأكد العثمان ضرورة حرص الجميع على ألا تكون جامعة الملك سعود جامعة تقليدية، «فأنتم من يصنع هذا الفرق، ومن سيعيد كتابة التاريخ، وأن تكون أمتكم من أرقى الأمم كما كانت أمة عريقة يشهد لها التاريخ»، وتابع: «الجامعة ما زالت في بداية الميل الأول من رحلة الألف ميل، وأنتم من سيواصل هذه الرحلة، وسننفق 90 في المئة من موارد الجامعة سنوياً على أفضل 10 في المئة من المبدعين من منسوبي الجامعة»، مؤكداً أن الجامعة تسعى وتخطط للوصول إلى 5 آلاف ورقة علمية منشورة في عام 2015، حتى تحقّق الهدف الاستراتيجي من البحث العلمي، وهو خدمة البشرية، وأن تكون هناك قيمة مضافة للبحث العلمي، وأن يكون لأبحاثنا دور في الأمن الوطني، وحث على مضاعفة الجهود لتحويل هذه الأرض الطاهرة إلى ريادة معرفية وعلمية تجعل السعودية في مصاف العالم المتقدم. من جانبه، هنأ وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي الغامدي المكرمين من الباحثين والباحثات، معتبراً أن «هذا التكريم يأتي في إطار تشجيع وتحفيز مسيرة البحث العلمي في الجامعة، وركز على أهمية الانتماء للجامعة، وهي مشكلة واجهتنا خصوصاً في قاعدة البيانات في ISI». وأشار إلى أن مبادرة المجموعات البحثية هي مبادرة جديدة يجب أن تستثمر. وأكد الدكتور الغامدي أهمية النشر العلمي للكليات الإنسانية، والجامعة تنتظر من منسوبي هذه الكليات الكثير، ونعتقد أن تحدي النشر خصوصاً في ISI هو تحد ربما صعب، ولكنه ليس بمستحيل، ويجب أن يستفيد الباحثون والباحثات من المبادرات التي أطلقتها الجامعة. وتحدث عن مخرجات النشر العلمي، ففي البداية كان النشر كمياً ثم تحول إلى نوعي، ومن ثم التركيز على براءات الاختراع، مضيفاً أن الجامعة لم تكتف فقط بما خصص من موازنة الجامعة أو بند 238 وهو بند البحث العلمي، إنما تضاعف لأكثر من 10 مرات، وتجاوز 15 مرة هذا العام من مصادر مختلفة. كما كشف الدكتور الغامدي، مجموعة من التحديات التي تواجه البحث العلمي في الجامعة في المرحلة المقبلة، التي تختلف بشكل كبير عن المرحلة التي بدأت قبل أربع سنوات، وأهمها التوازن بين مخصصات البحث العلمي ومخرجات البحث العلمي وتوسيع دائرة المجموعات البحثية، ومشاركة الكليات الإنسانية في النشر العالمي، وكذلك برامج الدراسات العليا، وما زال المخرج من الدراسات العليا لا يوازي الطموحات على الإطلاق، مشيراً إلى تحد آخر وهو ما يخص البحوث البينية. فيما قدم عميد البحث العلمي الدكتور وحيد الهندي، مبادرة المجموعات البحثية التي دشنها معالي مدير الجامعة، وهنأ الدكتور الهندي الباحثين والباحثات على ما قدموه وبذلوه من مجهودات كبيرة أدت إلى وصول الجامعة لمكانه ومركز متقدم عالمياً ومحلياً في التصنيف الأسترالي، وهو إنجاز يضاف إلى بقية الإنجازات والتصنيفات العالمية التي وصلت لها الجامعة خلال الأعوام القليلة الماضية، مشيراً إلى أن الجامعة قدمت مبادرات نوعية على المستوى البحثي، مؤكداً أن هذه المبادرات حققت للجامعة انجازات كبيرة على المستويين العالمي والمحلي. فيما قدم مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا للدراسات العليا والبحث لشؤون البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز الخضيري، عرضاً للملامح الأساسية للمعايير المستخدمة في تحديد قوائم التميز البحثي، التي أعدها فريق عمل مكلف بوكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بكل شفافية وحياد، مضيفاً أن الأخذ بهذا المعيار يتطلب مراجعة كل إنتاج الجامعة حتى نهاية العام الماضي، الذي بلغ 1080 ورقة بحثية وتدقيق ونسبة كل ورقة بحثية للكلية والقسم الأكاديمي، حتى في حال غياب عناوين انتماء كاملة، إذ يكتفي بعض الباحثين والباحثات بذكر انتماء الجامعة فقط في عدد غير قليل من الأوراق البحثية، أو كتابة أسماء الباحثين بأشكال مختلفة، وهو ما يتطلب جهداً كبيراً من العمل، ومن ثم استخدام برامج حاسوبية متخصصة لإصدار قوائم التميز. من جانبه، ألقى الدكتور عبدالله الزير كلمة المكرمين، عبر فيها عن سعادته بهذا التكريم نيابة عن زملائه من الباحثين والباحثات المميزين والمميزات والحاصلين على براءات اختراع للعام الماضي1431ه، مضيفاً أن هؤلاء المكرمين والمكرمات يسطرون تاريخاً ويصنعون مجداً يسجل أولاً باسم مملكتنا في المحافل الدولية المختلفة، منوهاً إلى ما قامت به الجامعة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وتدشينها لحزمة من البرامج التطويرية، وما أشاعته في أروقتها وفصولها الدراسية ومعاملها من بيئة عمل محفزة على الإبداع والتميز ما كان له الأثر الكبير في الباحثين والباحثات للوصول إلى منصة الإبداع والتميز. وتحدثت عن الباحثات المكرمات الدكتورة ليلى بنت عبدالكريم، وقدمت الشكر لإدارة الجامعة على دعمها للبحث العلمي، وأكدت أن طموح الباحثات ليس له حد، مؤكدة أن هذا التكريم محفز للجميع على تطوير الذات في التميز البحثي، الذي انطلقت عجلاته في الجامعة ولن تتوقف.