ترأست وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، سلسلة اجتماعات موسعة غير مسبوقة للسفراء الأميركيين في أكثر من 180 دولة، تهدف الى بحث أحداث العام الماضي ومراجعتها، خصوصاً تسريبات الوثائق الديبلوماسية السرية التي نشرها موقع «ويكيليكس» نهاية العام الماضي واغضبت واشنطن، والاستراتيجية المدنية والديبلوماسية للخارجية. وأكد مسؤول أميركي ل«الحياة» أن تحضيرات الاجتماع بدأت منذ فترة غير قصيرة، موضحاً أنه سيضم معظم الهيئات القنصلية لواشنطن في الخارج، والتي تعقدت تقليدياً اجتماعات مصغرة بحسب المناطق سنوياً، وجرى دمجها هذه السنة. وافادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن «كلينتون دعت الى الاجتماع سفراء من معظم السفارات والقنصليات ال260 في أكثر من 180 بلداً، والذين وصلوا الى العاصمة الأميركية، استهلوا اجتماعاتهم التي ستستمر حتى الجمعة. وستناقش الاجتماعات تحديات تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الديبلوماسية الأميركية، خصوصاً بعد تسريبات «ويكيليكس» العام الماضي التي اخرجت الى العلن أكثر من ربع مليون برقية ديبلوماسية كتبها سفراء. ويتوقع أيضا أن تبحث الاجتماعات في الاستراتيجية الأميركية لدعم الاصلاح ومنظمات المجتمع المدني، على رغم تأكيد المسؤول الأميركي عدم علاقة التوقيت بالأحداث في مصر. وتلقي كلينتون خطاباً امام السفراء غداً الاربعاء، كما ستشارك كل من السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس ورئيس هيئة الأركان مايك مولن في الاجتماعات. في غضون ذلك، كشف جوليان اسانج مؤسس «ويكيليكس» خطة لنشر «سيل» من الوثائق السرية في حال اغلاق موقعه نهائياً. وقال لقناة «سي بي اس» الأميركية: «وزعنا نسخاً احتياطية على حوالى 100 ألف شخص، ونحتاج فقط الى اعطائهم مفتاح تشفير يسمح لهم بالاستمرار في نشرها. وهذا خيارنا الأخير». وزاد: «اذا سجن او اغتيل عدد من الاشخاص، فسنشعر حينها اننا لن نستطيع الاستمرار في نشر الوثائق، وسيستكمل آخرون عملنا». ونفى الاسترالي ارتباط عمله بمعاداته للولايات المتحدة او اعتبارات سياسية اخرى، مؤكداً ان موقعه «يناضل في سبيل حرية الصحافة». كما رفض التطرق الى اتهام القضاء السويدي اياه بارتكاب اعتداءات جنسية، ما دفع بريطانيا الى توقيفه ووضعه قيد الاقامة الجبرية في انتظار حسم قرار ترحيله.