على رغم ضعف الأعداد المعتصمة في ساحة رياض الصلح في قلب بيروت، بموازاة الجلسة التشريعية، تلبية لدعوة «التيار النقابي المستقل» والتي لم تتجاوز بضع عشرات معظمهم من الشيوعيين، فإن التيار ومعه الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب يراهنان على هبة شعبية ضد إقرار الضرائب على عامة الشعب لتمويل سلسلة الرتب والرواتب. وشارك تجمع الموظفين المستقلين وأساتذة التعليم المهني المستقل بدعم من مجموعات الحراك المدني. وكالعادة حضر النقيب السابق للمعلمين نعمة محفوض الذي صوّب سهامه نحو المجلس الجديد للنقابة، متهماً إياه بمتابعة قضايا المعلمين عبر شاشات التلفزيون. وقال ل «الحياة»: «لن نقبل بسلسلة تقر من جيوب الناس وأن يعطونا بيد ويأخذوا باليد الأخرى، فليجلبوا واردات الدولة من المرفأ والمطار». وشدد على «ضرورة وقف الهدر الذي يمكنه تمويل السلسلة بدءاً من موضوع الأملاك التي تستأجرها الدولة وصولاً إلى الجمعيات التي تترأسها زوجات النواب من دون الحديث عن الكهرباء ولا الاتصالات والدوائر العقارية». وأشار إلى أن «النغمة الأخيرة تتمثل بربط السلسلة بالموازنة التي ما زالت تحتاج إلى وقت للإقرار وبالتالي سنصل في وقت قريب للانتخابات النيابية فيقروها قبل شهرين كرشوة للانتخابات». أما غريب فلم يبد أملاً بإقرار السلسلة، فبرأيه أن «الطبقة السياسية أمسكت بها ولم يعد هناك مجال للدولة العلمانية المدنية ودولة الرعاية الاجتماعية». وأكد ل «الحياة» «أننا هنا لإدانة من يستنفرون لضم روابط ونقابات إليهم ويحشدون ويستنفرون للذهاب إلى الانتخابات لضرب صوت النقابي المستقل وعندما يأتي دور المطالب والحقوق يهربون». واعتبر أن السلطة «تستخدم السلسلة مثل مسمار جحا، مرة يربطونها بالموازنة ومرة يفصلونها تبعاً للموقف والهدف السياسي من ورائها»، لافتاً إلى أن «الهدف من ذلك المماطلة لكسب الوقت للإقتراب من موعد إجراء الانتخابات». وتوجه إلى رئيس المجلس النيابي بالقول: «إما اعط للناس حقوقهم أو قل لهم من يقف ضدها ليعرفوا من معهم ومن ضدهم». وقال: «في حال فرضوا ضرائب على الفقراء فإن المعركة ستكون مفتوحة». لكنه توقّع إقرارها «ممسوخة من دون الالتزام بأصول زيادة الغلاء المعيشي وفرض ضرائب على الفقراء مع إعفاء حيتان المال من ضرائب مرتفعة». وعدد رئيس «التيار النقابي المستقل» جورج سعادة مكامن الفساد منها «في المرفأ حيث يصل الهدر إلى 2300 بليون ليرة». وكانت «الهيئة الوطنية لقدماء القوات المسلحة» نفذت اعتصاماً في ساحة الشهداء، للمطالبة ب «رفض احتساب المعاشات التقاعدية على طريقة الشطور وأن تتساوى بين جميع الموظفين المتقاعدين بالفئة والدرجة وسنوات الخدمة». وأكد العميد المتقاعد مارون خريش «تصعيد التحرك إذا لم تتحقق المطالب». ولاحقاً نفذت حملة «بدنا نحاسب» إضافة إلى طلاب من حزبي «الكتائب اللبنانية» و«الوطنيين الأحرار» إعتصاماً رفضاً «لإقرار الضرائب على الشعب»، معتبرين ذلك «تمويلاً للفساد».