تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلثاء)، بذل «جهود دؤوبة» من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إطار تكثيف الصين جهودها الديبلوماسية في المنطقة. وحض مسؤولون فلسطينيون الصين التي تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على بذل مزيد من الجهد في عملية السلام في الشرق الأوسط. ويزور مبعوثون صينيون إسرائيل والمناطق الفلسطينية من آن إلى آخر، لكن بكين تلعب عادة دوراً صغيراً في نزاعات الشرق الأوسط أو الديبلوماسية المتعلقة به، على رغم اعتمادها على المنطقة في الحصول على النفط. وقال الرئيس الصيني للصحافيين بعد اجتماعه مع نظيره الفلسطيني في قاعة الشعب الكبرى في بكين، إن المجتمع الدولي يولي اهتماماً كبيراً بعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال شي بعدما تسلم ميدالية الشرف من عباس «تأمل الصين، بصفتها صديقاً وشريكاً وشقيقاً جيداً للشعب الفلسطيني، أن يتمكن الصينيون والفلسطينيون من تحقيق السلام في أقرب وقت ممكن، وأن يعيشوا ويعملوا في سلام. ستبذل الصين جهوداً دؤوبة لتحقيق ذلك». وتربط الصين علاقات تاريخية جيدة مع الفلسطينيين. غير أن الشرق الأوسط محفوف بالمخاطر بالنسبة إلى الصين التي ليس لديها خبرة تذكر في التعامل مع التوتر الديني والسياسي الذي يعصف بالمنطقة من آن إلى آخر. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ في وقت لاحق إن شي أكد دعمه إقامة دولة فلسطينية ودعا أيضاً إلى حماية أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأضاف تشانغ أن من المهم التوصل إلى تسوية سياسية على أساس حل الدولتين. وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهود استئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد انهيارها عام 2014. وأعلن مبعوثه إلى منطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات عن اتفاق في شأن المياه بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأسبوع الماضي، لكنه تجنب الرد على أسئلة في شأن ما إذا كان سيمضي قدماً في إحياء محادثات السلام. وقال ديبلوماسيون إن الصين تحاول لعب دور «الوسيط الأمين» في الشرق الأوسط نظراً إلى افتقارها للأدوات التاريخية التي لدى الأميركيين والأوروبيين. وكان شي أبلغ أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارة إلى بكين في آذار (مارس) الماضي أن التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيفيد الجانبين والمنطقة، وأن المجتمع الدولي يؤيد ذلك. وعلى نطاق أوسع، تأمل الصين بأن يسهم تحقيق السلام في الشرق الأوسط في خفض تدفق أفراد من قومية «ويغور»، وهي أقلية صينية مسلمة تقطن منطقة شينغيانغ في أقصى غرب الصين، إلى سورية والعراق للانضمام إلى الجماعات المتشددة هناك.