قدّر صناعيون ورجال الأعمال حجم الخسائر التي تكبدوها نتيجة للسيول والأمطار التي اجتاحت محافظة جدة خلال الأيام الماضية ما بين بليون وبليوني ريال. واتفقوا في حديثهم ل«الحياة» على أن هناك خسائر كبيرة طاولتهم بعد إيقاف إنتاجهم داخل المصانع وتعرض موادهم الأولية إلى التلف، إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي طاولت البنية التحتية في المنطقة الصناعية وتعطل ماكينات. وقال الخبير الصناعي أستاذ هندسة الإنتاج في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالملك أبو خشبة، إن خسائر القطاع الصناعي نتيجة للسيول والأمطار التي هطلت أخيراً على محافظة جدة تقدر ببليون ريال، مشيراً إلى أن هذه الخسائر تأتي نتيجة أن مدينة المستودعات الواقعة في جنوبجدة والتي تحتوي على عدد من المواد الخام الداخلة في الصناعات والمنتجات النهائية قد تعرضت للتلف نتيجة للمياه التي اجتاحتها، وأصبحت تلك المواد غير صالحة للاستخدام والإنتاج، كما أن بعض المصانع تعرضت لسقوط أجزاء كبيرة من مبانيها وأسقفها نتيجة للمطر والرياح. وأضاف أن الآلات الميكانيكية والماكينات داخل المصانع تعرضت غالبيتها إلى التلف والإيقاف، إلى جانب توقف الكهرباء عن العمل في المنطقة الصناعية، ما اسهم في إيقاف الإنتاج داخل المصانع، إضافة إلى غرق وتعطل معظم السيارات والناقلات التي تنقل المنتج النهائي والمواد الخام، كما أن عدداً من العاملين والمسؤولين احتجزوا داخل المصانع وخارجه نتيجة لقوة المياه والسيول التي اجتاحت المنطقة الصناعية بالكامل، لافتاً إلى أن هناك بعض الإصابات طاولت عدداً من العاملين وجرى تسكين بعض العاملين في الفنادق نتيجة لصعوبة وصولهم إلى منازلهم. وأكد أن السيول والأمطار التي هطلت أخيراً أدت إلى تلف البنية التحتية في المنطقة الصناعية من مياه وصرف صحي وشوارع وجسور، وهي تحتاج إلى إعادة إصلاح بعضها وبناء البعض الآخر. من جهته، قال مدير أحد المصانع المهندس أيمن راجح ان التوقعات تشير إلى أن قيمة الخسائر التي طاولت الصناعيين والتجار في جدة ستتجاوز حاجز البليوني ريال، موضحاً أن خسائر الصناعيين والتجار تأتي نتيجة أن غالبية الانتاج متوقف داخل المصانع، إضافة إلى أن الدخول والخروج إلى المنطقة الصناعية صعب نتيجة لامتلائها بمياه السيول والأمطار. وأشار إلى تعطل السيارات والشاحنات الخاصة بنقل المنتجات الى نوافذ البيع جميعها معطلة عن الحركة بسبب الأمطار والسيول التي اجتاحت مدينة جدة، مرجحاً أن يكون حجم الخسائر كبير جداً للمصانع والتجار نظراً لأن المياه اجتاحت السيارات، والمصانع والمخازن وألحقت أضراراً بالغة وخسائر كبيرة. أما صاحب مصنع منظفات صناعية ياسر الغامدي، فأوضح أن الأعمال وكذلك الانتاج توقف في غالبية المصانع في المنطقة الصناعية نتيجة لاجتياح المياه للمصانع، وصعوبة وصول العاملين إلى المصانع، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن المصانع. وحول الخسائر المادية في المصانع، أوضح أن الخسائر تتجاوز حاجز البليون ريال، لأن الخسائر كبيرة جداً في المصانع، إضافة إلى توقف الإنتاج والبيع والشراء. وذكر ان كميات المياه الكبيرة التي اجتاحت المصانع أسهمت في إتلاف الأجهزة والآلات والمواد الأولية الداخلة في عمليات الإنتاج، مشيراً إلى أن المصانع معرضة للخسائر بسبب صعوبة وصول منتجاتها إلى منافذ البيع نتيجة لكميات المياه الموجودة في الطرقات أو المحيطة بالمنطقة الصناعية.