أكد وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة أن التلفزيون السعودي لا يزال يحتاج إلى إنتاج منافس بحيث لا ينصرف المشاهد السعودي عن قنواته. وقال: «إننا لا نستطيع أن نجبر أي مشاهد أن يشاهد قنواتنا إلا بالعمل المنافس، لأن العمل المنافس المميز هو الذي يلامس حياة المشاهد ومشكلاته باختلاف نوع الأداء». وأضاف خوجة في كلمة حفلة افتتاح ندوة الإنتاج والتوزيع الأولى بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض أمس السبت: «في كل عام نواجه الكثير من المشكلات: ماذا نريد أن نقدم للمشاهد هل هي الدراما أو التراجيدي أو الكوميدي أو مشاهد محلية تمس المجتمع أو تمس علاقتنا مع الآخرين» مشيراً إلى «أن التكامل بين وزارة الثقافة والإعلام والمنتجين مسؤولية كبيرة جداً، مشدداً على عدم الاستهانة بأي عمل يقدم للمشاهد». وأوضح خوجة أنه بالإمكان إنتاج الكثير من الأفكار والإبداعات «لأننا بلد نملك قيماً وعادات وركيزتنا الدين الإسلامي، إذ إن التعددية الثقافية في المملكة تساعد على النضج الإبداعي أكثر وأكثر». وتابع: «الوزارة تشجع الأعمال المحلية بقوة ، مشدداً على أن تقدم كل كلمة رسالتها للمجتمع». وقال: «نحن مجتمع خير ولكن نواجه مشكلات يجب معالجتها بطريقة إبداعية فنية». وشدد وزير الثقافة والإعلام على إعطاء المشاهد حقه الإبداعي كاملاً من خلال الجودة في الأعمال المحلية التي تلامس المجتمع للوصول بها إلى العالمية، مقدماً شكره لجميع المنظمين والمشاركين في الندوة. ووافق الممثل والمنتج السعودي فايز المالكي الذي قدم للتلفزيون السعودي رمضان الماضي مسلسل «سكتم بكتم» على المآخذ التي أشار إليها وزير الإعلام. وقال ل«الحياة»: «إن المشكلة التي نواجهها تتمثل في افتقاد الكوادر الفنية؛ فليست لدينا معاهد تخرج المبدعين في المجالات، فنضطر إلى استخدام ما في السوق، وهذا ينطبق على كتّاب النصوص الذين نعاني من فقر فيهم وأغلب أعمالهم مهلهلة أو ضعيفة. كما أننا نعاني من أن تعميدات الإنتاج تتأخر دائماً فلا نستطيع أن نعمل ونبني عملنا وننجزه في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى تعطيل العملية الإبداعية».واستطرد: «وثمة مشكلات أخرى منها أن كثيراً من المنتجين يريدون إنتاج أعمال ضخمة بمبالغ زهيدة، فالعمل الذي يكلف 10 ملايين مثلاً يريدونه بعشر هذا المبلغ. وهذا ينعكس سلباً وضعفاً في الكوادر العاملة في العمل سواء فنية أو إخراجية أو تصويرية، لأنهم يضطرون بذلك إلى اللجوء إلى السوق الرخيص. وما دام الوضع كذلك فيؤسفنا القول إنه لا يمكن للأعمال أن تكون منافسة بالصورة التي يأملها الوزير ونأملها معه جميعاً». من جانبه أكد المخرج والمنتج عبدالخالق الغانم أن «وزير الثقافة والإعلام على حق حين يبحث عن الأجود، والتلفزيون يريد أن يغير النوعية للأجود ولا يريد أعمالاً ضعيفة وبالتالي يفقد المشاهد، وطبعاً هذه تقع على عاتق المنتجين». وقال الغانم ل«الحياة»: «إن الفن يمكنه أن يتجاوز كل شيء ويدخل في كل منطقة فنحن ليس لدينا عنصر نسائي في المسرح، لكن على رغم ذلك لدينا مسرح ناجح وفيه أعمال جيدة». وأضاف: «لا شك أن مما يهم الوزير أن يتكلم في خصوصية المجتمع السعودي، فلدينا علاقات مختلفة عن العلاقات الأخرى في الخليج ولدينا خصوصية يجب على الفن والدراما أن تتماشى معها بحيث تعطي عملاً فنياً راقياً في الوقت نفسه، وهذا ليس عائقاً بقدر ما هو حال فنية أقوى من غيرها؛ لأنك تعمل في ظل هذه الظروف وتحتاج أن تبدع فيها فمسؤوليتك الفنية كبرى». وعبر الغانم فيما يتعلق بمجاله كمنتج عن أمله في «الحصول على موافقات من التلفزيون السعودي على الأعمال التي تقدم، لأن الموافقات قليلة وتنحصر في شهر رمضان تقريباً». مضيفاً: «نحن نأمل ألا يقتصر على رمضان بخمسة أو ستة أعمال وأن تكون العجلة مستمرة خارج رمضان وهكذا، وكذا من ضمن رغباتنا أننا لا نريد فقط أعمالاً درامية أو مسلسلات بل نحتاج مسابقات وبرامج وأفلام وثائقية. فأملنا كمنتجين ألا تقف الدائرة عند حد معين. وكلنا نأمل أن نحصل على ما هو أكثر من أعمال رمضان، الذي لا تتاح فيه الفرصة لأكثر من أربعة أو خمسة أعمال». من جهته اعتذر الأمين العام لجمعية المنتجين السعوديين الممثل حسن عسيري عن التعليق على تصريحات الوزير، متحججاً بإنه لم يطلع على التصريح بنفسه ولا يمكنه الحديث عن شيء لم يقرأه. وكان المستشار والمشرف العام على التلفزيون عبدالرحمن الهزاع ألقى كلمة في بداية الحفلة أكد فيها أهمية الإنتاج باعتباره العصب القوي فيما يقدم من أعمال. وقال: «قطعنا مراحل كبيرة في الإنتاج وأصبح لدينا مؤسسات إنتاج قادرة وكوادر في التمثيل والإخراج والإعداد ولكن يحتاجون إلى من يبلور كل هذا الكم من الاستعدادات إلى واقع ملموس نلمسه على المدى الطويل».