دشن محافظ الأحساء الرئيس الفخري لجمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، أول من أمس، في قصر الإمارة، مشروع «رفقتي» لنقل ذوي الإعاقة والمرضى وكبار السن. ونوه بالدور الذي تقدمه الجمعية في سبيل خدمة هذه الفئة الغالية، وما تنتهجه في مشاريعها من أساليب تواكب متطلبات العصر وتلبي حاجاته. واستعرض عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور سعدون السعدون، إنجازات الجمعية وبرامجها ومشاريعها وأنشطتها التي نفذتها على مدى عام كامل، لافتاً خلال تقديمه التقرير السنوي لعام 2016 إلى أن الجمعية تمكنت خلال عام كامل من توجيه مشاريعها وبرامجها بما يتسق ورؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 المنظم منه لأعمال القطاعات غير الربحية. وأشار إلى أن الجمعية قدمت ما يربو على 39 منحة تعليمية جامعية، سواء في برنامج الانتظام أم في برنامج التعلم عن بعد، كما تمكنت من توظيف 33 مستفيداً في القطاع الخاص، وقدمت 188 جهازاً تعويضياً لمستفيديها بواقع 580 ألف ريال، فضلاً عن تقديم خدمات العلاج التأهيلي الوظيفي ل64 مستفيداً بواقع 507 آلاف ريال، كما قدمت 378 ألف ريال ضمن مشروع المساعدات المالية، إضافة إلى 406 آلاف ريال لدعم مركز معاً للتخاطب وعلاج عيوب النطق. كذلك قامت الجمعية على مستوى برنامجها للتدريب والتأهيل المنتهي بالتوظيف عبر برنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة وبرنامج «الأنامل تتكلم» لتدريب الفتيات ذوات الإعاقة السمعية على فن التزيين من تدريب 36 شاباً وشابة من ذوي الإعاقة استطاعت توظيف ما نسبته 91 في المئة منهم، وبواقع دعم مالي بلغ 533 ألف ريال. كما تمكنت الجمعية في شأن برنامج تنمية الوعي المجتمعي حول الإعاقة من إحياء فعاليات الأيام العالمية المرتبطة بالإعاقة على اختلاف فئاتها، إضافة إلى تفعيل المناسبات الدينية ولاجتماعية والوطنية في تنمية الوعي بقضايا الإعاقة، فيما نالت على مستوى التقييس والجودة اعتماد شهادة الأيزو 9001:2015، فضلاً عن فوزها بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، رحمها الله، عن فرع الجهات الداعمة في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، في الوقت الذي تستعد فيه الجمعية لإطلاق عدد من المشاريع التنموية في الأيام المقبلة. وعن مشروع رفقتي لنقل الأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى وكبار السن أوضح الدكتور السعدون أن المواصلات باتت تمثل عصب حياة المدن الحديثة، والسمة الحضارية الحيوية في تكاملية العيش وتلبية متطلبات الحياة الهانئة ونماء المقدرات الوطنية، وبما أن الأشخاص ذوي الإعاقة مكون اجتماعي حاضر بيننا، وجزء لا يتجزأ من هذا الوطن كان لزاماً تهيئة سبل التنقل والمواصلات لهم ليسهموا مع إخوتهم العاديين في أداء رسالة الوطن التنموية، وليحظوا بحقوقهم الطبيعية في التنقل والوصول أسوة بالتجمعات البشرية المتحضرة والمدن العالمية المتقدمة. وقال السعدون: «ولكون الأحساء تمثل أكبر محافظات المملكة من حيث المساحة وأعداد السكان، ولوجود ما يربو على 2000 شخص من ذوي الإعاقة وأمثالهم من المرضى وكبار السن هم بحاجة ماسة إلى توافر مشاريع خدمية تعنى بالمواصلات والتنقل، جاء مشروع رفقتي ليلبي هذه الحاجة الملحة التي يتطلع إليها ذوو الإعاقة وأهاليهم بشكل كبير، وضمانا لوسيلة تنقل آمنة ومجهزة وملائمة تقلهم إلى الوجهات المختلفة، كالدوائر الحكومية والمستشفيات، والمطارات وسكك الحديد، والمدارس والجامعات وغيرها». وبدوره أشار المدير العام للجمعية عبداللطيف الجعفري إلى أن هذا المشروع يقدم خدماته على مدى 24 ساعة، ويتيح التنقل بين الأحساء والدمام والرياض، مشيراً إلى أن قيادة المركبات مسندة إلى سائقين مدربين من ذوي الخبرة والكفاءة القادرين على التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، والالتزام بأنظمة ولوائح المرور، والمتبعين لأنظمة السلامة الحاصلين على دورة في الإسعافات الأولية. فيما أوضح أن المركبة تحظى بنظام تتبع ومراقبة الجودة من خلال رسائل نصية وإلكترونية لمركز خدمة المستفيدين في حال تجاوز السرعة المحددة مسبقاً، ونظام للاختيار الأمثل للطرق لضمان أقل زمن بأعلى درجة من الراحة، مبيناً أن مشروع «رفقتي» يعد أحد أهم أدوات التمكين والوصول للتخلص من تداعيات الإعاقة والعجز، ويحقق مبدأ التكافل المجتمعي والعدل والتكافؤ والمساواة في تلبية حاجات أفراد المجتمع جميعاً من حيث المواصلات والتنقل، إضافة إلى إسهامه في حفز الأشخاص ذوي الإعاقة للاندماج في المجتمع، والالتزام بالمواعيد، وتنظيم شؤونهم، وكذلك خلق فرص وظيفية موطّنة للإسهام في الحد من البطالة بين الشباب. يذكر أن المشروع جاء بشراكة مع مؤسسة سليمان الصالح العليان الخيرية وتطبيق كريم الإلكتروني واحداً من أهم البرامج التي تعنى بتوفير خدمات المواصلات لفئات العجز من خلال تقديم خدمة التنقل غير الإسعافي عبر سيارات مجهزة وخاصة تتناسب مع احتياجاتهم.