دعا رئيس البرلمان العراقي السابق محمود المشهداني خلال افتتاحه «مؤتمر بغداد الوطني» للقوى السنية أمس، للانتقال إلى «دولة المواطنة بدلاً من دولة المكونات»، وسط خلافات حول الجهة التي تمثل «المكون السني» والمحافظات المحررة. وقال إن «النصر العسكري تحقق وهذا دافع لتحقيق نصر سياسي». وأضاف أن «مؤتمرنا يقوم على دعامتين: الأولى الانتقال من دولة المكونات إلى دولة المواطنة، والثانية تحقيق التسوية السياسية». وأوضح أن من «أهداف هذا المؤتمر وحدة العراق، ونبذ العنف والإرهاب في مختلف أشكالهما، وعدم تغطيتهما سياسياً واجتماعياً ودينياً، ورفض التدخل الخارجي، فعلى أساس ذلك تحل كل الخلافات، إضافة إلى التنازل واعتماد المصالح المشتركة، وتأكيد التعايش وتجريم الطائفية»، وزاد أن «الشهداء مسحوا عار الهزائم السياسية التي ولدتها الأحزاب الطائفية المقيتة». وشدد على ضرورة أن «نعي الدرس جيداً، واعتبار المحاصصة والفساد والإرهاب والتبعية للغير أسساً هادمة للحكم»، لافتا إلى أن «الإرهاب صاغته مرجعيات كافرة، والعراق أول من كسره بالتضحيات، العراق بلد الجميع حتى المعارضة الوطنية، لكن هذا لا يعني التآمرعلى البلد»، داعياً إلى «إجراء انتخابات حرة ونزيهة». وفي رد على سؤال ل «الحياة» عن تعدد المؤتمرات السنية، قال المشهداني: «إننا لا ننكر أن تعدد المؤتمرات من شأنه تشتيت الجهود ويعكس تعدد المشاريع السياسية لمستقبل المناطق المحررة من داعش. لكننا نعتقد بأن مشروعنا وطني ولا ينفذ أجندات خارجية أو طائفية ويبتعد من التسميات الضيقة». ونفى الاتهامات التي وجهت إلى المؤتمر بأنه مدعوم من قبل الأطراف السياسية الشيعية لمواجهة المشروع السني، وقال: «ليس لدينا دعم دولي أو محلي وما يقال عن مؤتمر بغداد مجرد افتراءات، وعلى عكس ذلك فإن القوى التي ستشارك في مؤتمر رئيس البرلمان سليم الجبوري هي التي تمتلك العلاقات التاريخية مع دول وأحزاب شيعية كثيرة». وأضاف: «ليست لدينا اعتراضات على الدعم الذي تقدمه الدول في ملف إعادة الإعمار ومواجهة الإرهاب. لكننا نرفض أن تدار المؤتمرات السياسية العراقية من قبل شخصيات غير عراقية، وهذه الحالة مرفوضة على كل المستويات». ورأى أن «تفرق السنة في المؤتمرات لا يعني بالضرورة انهيار تحالف القوى الوطنية، بمقدار ما يعبر عن حالة طبيعية وولادة أحزاب وكتل تتعارض في ما بينها سياسياً، لكنها تتوحد في مواقف معينة، كما هو الحال في التحالف الوطني الذي يجمع كل الأطراف الشيعية على رغم الصراع المستمر بينها». إلى ذلك، أكد النائب كامل الدليمي في كلمته أن «مؤتمرنا يدعو إلى إدامة النصر من خلال مساعدة النازحين وتأمين عيش كريم لهم، وسنكون في خندق السياسة كالمقاتلين في المعركة». وانتقد شيوخ عشائر انسحبوا من المؤتمر احتجاجاً على وجود شخصيات اتهموها بأنها «لا تمثل السنة» فقال: «نحن نفتخر بأننا لا نمثل السنة فقط، بل نمثل كل العراق». وفي أول رد فعل من القوى الشيعية، هاجم النائب خالد الأسدي، رئيس كتلة «حزب الدعوة الإسلامية- تنظيم الداخل» في بيان المؤتمرات السنية، لافتاً إلى أن «الأوضاع الإيجابية التي يعيشها العراقيون، وعكسها الانتصار الكبير الذي حققته قواتنا الأمنية بكل صنوفها والمقاومة الإسلامية والحشد الشعبي المقدس، دفعت بعض الوجوه والكتل التي فقدت قواعدها الشعبية إلى الدعوة لعقد مؤتمرات تسعى من خلالها إلى تعزيز الخطاب الطائفي التحريضي، في محاولة منها لإعادة ثقة جماهير مكوناتها التي تيقنت من أن ما حصل لها من قتل وتهجير، ولمدنها من دمار، ما كان ليحصل لولا منصات الاعتصام التي أسستها تلك الوجوه والشعارات التحريضية الطائفية التي رفعت».