استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر السلام في جدة أمس، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. وتم خلال الاستقبال استعراض العلاقات السعودية- الأميركية، وآفاق التعاون بين البلدين، ومستجدات الأحداث في المنطقة، وبخاصة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وتمويله. كما استعرض ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه تيلرسون، أوجه العلاقات بين البلدين، وفرص تطويرها، وبحثا تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما. وعقد تيلرسون بعد ذلك اجتماعاً شارك فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ووزير خارجية مصر سامح شكري ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وشارك في الاجتماع وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، وذكرت وكالة أنباء البحرين أنه تم خلال الاجتماع التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق حيال آخر التطورات المتعلقة بقطع العلاقات مع دولة قطر والسبل الكفيلة بالقضاء على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله (للمزيد). وأعرب وزراء الخارجية عن تقديرهم المساعي المخلصة والجهود الدؤوبة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من أجل أمن المنطقة واستقرارها، وللدور الأميركي المحوري في هذا الشأن، كونها الحليف الاستراتيجي لدول المنطقة، مؤكدين استمرار التنسيق المشترك إزاء قضايا المنطقة، وفي صدارتها الحرب على الإرهاب، التي باتت ضرورة تستوجب بذل كل الجهود الممكنة للقضاء على هذه الظاهرة. وجاء اجتماع جدة بعد اجتماعات عقدها تيلرسون في الكويتوقطر لمحاولة البحث عن حل للأزمة الحالية. وبعد توقيعه مذكرة تفاهم مشتركة مع قطر لمكافحة تمويل الإرهاب، أكدت الدول الأربع أن هذا الاتفاق غير كاف، وقالت إن عقوباتها على الدوحة ستظل قائمة إلى أن تلبي مطالبها، وستواصل مراقبة جهود قطر في مكافحة تمويل الإرهاب. كما طالبت الدول الأربع بتنفيذ مطالبها «العادلة الكاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة». وفي تصريحات أدلى بها في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، إن زيارة تيلرسون لن تحل الخلاف على الأرجح. وأضاف أنها ستهدئ التوترات لكنها فقط ستؤجل المشكلة، التي ستتفاقم في المستقبل. وعلق الوزير أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، بالقول إن جذور الخلاف ترجع إلى غياب الثقة، وأي حل يجب أن يعالج «هواجس» الدول الأربع. وأضاف: «الديبلوماسية يتعين أن تعالج دعم قطر التطرف والإرهاب وتقويضها استقرار المنطقة. الحل الموقت لن يكون حلاً حكيماً». وفي القاهرة، طغت الأزمة القطرية على اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، وانتقد وزراء السعودية ومصر والبحرين بشدة سياسات الدوحة، واستخدامها قناة «الجزيرة» في «التحريض والفتنة»، ما أغضب مندوب قطر لدى الجامعة الذي رأس وفد بلاده. وأكد الوزراء «أهمية مواصلة جهود تجفيف منابع الإرهاب ووقف دعمه وترويج أفكاره»، وقدموا اقتراحات لتطوير العمل الإعلامي، منها «تفعيل ميثاق الشرف وتشكيل لجنة مصغرة من وزراء الإعلام لمواجهة الإرهاب». وأكد وزير الإعلام السعودي عوّاد العواد «حتمية أن تكف قطر عن دعم الإرهاب وتمويله»، مؤكداً أن «الجزيرة قناة لنشر الفتنة ودعم الإرهاب والتطرف وجلب الدمار والخراب والتلاعب بالقيم الإعلامية لخدمة الأجندة العدائية». وأضاف: «حينما تحدث الإخوان في قطر عن أن الجزيرة هي للرأي والرأي الآخر، لم نسمع أن هذه القناة وجهت أي نقد لأي وسيلة إعلامية في قطر أو تجاه أي قرار اتخذته قيادتها. هي قناة تطبيل لقطر وقناة هجوم على الآخرين». من جهة أخرى، أفادت وكالة «مهر» الإيرانية بأن الرئيس حسن روحاني استقبل أمس، وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، وأكد أن طهران ومسقط تربطهما «علاقات ودية وأخوية حيال القضايا الثنائية والإقليمية». ووصف عُمان بأنها «دولة صديقة ولديها وجهات نظر متطابقة معنا حيال العديد من السياسات الإقليمية، وتجب الاستفادة من ذلك في سياق توسيع العلاقات الشاملة والتعاون وتعزيزها وترسيخها»، وأكد «أهمية الاتفاقات الاقتصادية» بين البلدين «في مختلف المجالات، ومن بينها الطاقة والتعاون في الموانئ وممر الشمال- الجنوب للتجارة العابرة (ترانزيت) وتنمية الروابط التجارية بين القطاع الخاص في البلدين». وشدد على ضرورة «تعاون دول المنطقة لحل المشكلات والأزمات الإقليمية»، مضيفاً أن «الإرهاب يبث الفرقة، ولا بد من تعزيز الانسجام والتعاون لتهدئة الأوضاع». وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن وزير الخارجية جان إيف لودريان سيزور قطر والسعودية والكويت والإمارات يومي 15 و16 الشهر الجاري، في إطار جهود حل الأزمة. ودعا البيان إلى «تهدئة سريعة تصب في مصلحة الجميع».