طغت الأزمة القطرية على اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته ال48 في القاهرة أمس، وانتقد وزراء السعودية ومصر والبحرين بشدة سياسات الدوحة، واستخدامها قناة «الجزيرة» في «التحريض والفتنة»، ما أغضب مندوب قطر لدى الجامعة الذي رأس وفد بلاده. وتغلبت مصر والإمارات على قطر في انتخابات عضوية المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام، إذ حصلت القاهرة على 17 صوتاً، وأبو ظبي على 15 صوتاً، فيما لم تنل الدوحة إلا 5 أصوات. واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الوزراء في حضور عدد من سفراء دولهم، وأكد لهم أن سياسة مصر «مستقلة، ولن تتراجع أو تقبل أي حل وسط في ما يتعلق برفضها دعم الإرهاب وتمويله». وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف في بيان، إن السيسي «أكد أهمية دور الإعلام في تشكيل الوعي الحقيقي للشعوب العربية، لاسيما في الظروف الإقليمية غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة، وانتشار خطر الإرهاب وتهديد كيان الدولة الوطنية». وأضاف أن «الإرهاب تسبب بأضرار فادحة للأمة العربية خلال السنوات الماضية، سواء على صعيد خسارة الأرواح التي لا تقدر بثمن، أو الدمار المادي والاقتصادي، ومواجهته بحسم وقوة باتت واجباً على المستويات كافة، من خلال استراتيجية شاملة، خصوصاً في نشر المعلومات الصحيحة وبث قيم التسامح والتنوير». وأكد الوزراء «أهمية مواصلة جهود تجفيف منابع الإرهاب ووقف دعمه وترويج أفكاره»، وقدموا اقتراحات لتطوير العمل الإعلامي، منها «تفعيل ميثاق الشرف وتشكيل لجنة مصغرة من وزراء الإعلام لمواجهة الإرهاب». وقال الوزير البحريني علي بن محمد الرميحي في افتتاح اجتماع الوزراء، قبل تسليم رئاسة المجلس إلى نظيره التونسي المهدي بن جديد إن «قناة الجزيرة القطرية وقنوات الفتنة المملوكة لإيران تسعى بشكل ممنهج لاستهداف الأمن والاستقرار وترويج الشائعات والأكاذيب». ودعا إلى ضرورة «العمل الجاد على محاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره وتجفيف منابعه». وأعرب عن الأسف لانتشار قنوات «بعيدة من المهنية، تقود مؤامرات مشبوهة لقلب الحقائق»، وأضاف أنه تقدم باقتراح «لاتخاذ قرارات جادة بحق القنوات المثيرة للفتنة والعنف والإرهاب». وتحدث رئيس المكتب التنفيذي لمكتب وزراء الإعلام رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر مكرم محمد أحمد، فأكد «ضرورة التكاتف العربي لاجتثاث جذور الإرهاب التي تضرب وطننا العربي»، وأضاف أن «الخلاص من الإرهاب يتطلب أن يمتنع الجميع عن تمويله وإعطائه ملاذات آمنة، وأن يمتنع البعض عن أن يسخر له أبواقاً كاذبة، تحت شعار حرية الرأي والتعبير». وقال: «لا نريد في النهاية أن نعادي أحداً ولا نخاصم أحداً، فقط نريد أن نخلص أنفسنا وعالمنا من هذا الوباء المدمر». إلى ذلك، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط إن «المشاهد التي يتعرض لها العالم العربي تُدمي القلوب، وحان الوقت لتسمية الأشياء بأسمائها من دون مواربة، فالإعلام العربي أصبح جزءاً من الأزمة الراهنة، ولعب كثير من المنابر الإعلامية أدواراً سلبية بل ومريبة في الأزمات التي شهدتها بلدان عدة، وتحولت إلى منصات لبث سموم التجريح والتحريض وأصبحت أدوات لإذكاء الفتنة ونشر البلبلة»، مضيفاً: «آن لنا أن نقف من هذا الإعلام الموقف الرافض والقاطع والمدين». أما مندوب قطر سيف بن مقدم البوعينين، فاختار أن يرد على وزير الإعلام البحريني، فقال إنه «لا يريد الدخول في مهاترات، فالشمس لا يغطيها الغربال. الجزيرة تنقل الرأي والرأي الآخر، لكن العالم العربي يخاف الحقيقة». وزاد أن «اتهام الوزير البحريني قناة الجزيرة بالتدليس هو التدليس نفسه». وتحدث وزير الإعلام السعودي عوّاد العواد، فقال إن بلاده تشدد على «حتمية أن تكف قطر عن دعم الإرهاب وتمويله»، مؤكداً أن «الجزيرة قناة لنشر الفتنة ودعم الإرهاب والتطرف وجلب الدمار والخراب والتلاعب بالقيم الإعلامية لخدمة الأجندة العدائية». وأضاف: «حينما تحدث الإخوان في قطر عن أنها (الجزيرة) للرأي والرأي الآخر، لم نسمع أن هذه القناة وجهت أي نقد لأي وسيلة إعلامية في قطر أو تجاه أي قرار اتخذته قيادتها. هي قناة تطبيل لقطر وقناة هجوم على الآخرين».