تونس - أ ف ب، رويترز، أ ب - تظاهر آلاف الأشخاص أمس امام مقر الحكومة في العاصمة وفي شوارع سيدي بوزيد مهد «ثورة الياسمين» للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية التونسية، مرددين «لا لسرقة الثورة، نعم لإسقاط الحكومة». وهتف المتظاهرون في سيدي بوزيد «ارحلوا أيها الفاسدون» و «غنوشي ألم تفهمنا بعد؟» و «لا تهميش ولا إقصاء ، نحن بلاد الشهداء» و «أوفياء أوفياء لدماء الشهداء». وكانت مدينة سيدي بوزيد شهدت انطلاق الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام زين العابدين بن علي، اثر إقدام شاب على الانتحار حرقاً احتجاجاً على مضايقات وإهانات تعرض لها من الشرطة البلدية في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وتوقف المتظاهرون أمام البلدية حيث علقت صور محمد البوعزيزي ثم أمام مقر الولاية حيث انتحر هذا الشاب. وكتب على ملصقات في شوارع المدينة «أهداف الثورة: تعليق العمل بالدستور، تشكيل مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد، حل مجلس النواب، حل التجمع الدستوري «اللاديموقراطي»، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني». وتوقفت التظاهرة الضخمة أمام قصر العدالة (القضاء)، الذي كتب عليه «الثورة ملك الشعب العظيم وليست لأحزاب المعارضة الذين يقدمون الولاء للتجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم سابقاً. ودعت نقابة المهن الموسيقية الى «إبعاد» وزيرة الثقافة السينمائية مفيدة التلاتلي وعبر الأعضاء عن مساندتهم «اللامتناهية» للشعب التونسي المطالب بحكومة خالية من كل رموز نظام زين العابدين بن علي. وأعربت النقابة في بيان نشرته صحيفة «الصباح» المحلية عن «مساندتها اللامتناهية للمطالب التي رفعها الشعب ومن أهمها تشكيل حكومة خالية من رموز النظام البائد لمصلحة حكومة تكنوقراطية تسير الأعمال على كنف الشفافية والديموقراطية». وقالت النقابة إنها «ترفض» تعيين السينمائية تلاتلي وزيرة للثقافة والمحافظة على التراث في هذه المرحلة بالذات التي تمر بها البلاد، خصوصاً أنها «تفتقر الى الحنكة الإدارية ما قد يجعلها فريسة أعوان وممثلي الإدارة السابقة». وتعد التلاتلي من رموز الحركة السينمائية في تونس التي ذاع صيتها في الغرب لا سيما في فرنسا حيث تم تكريمها قبل عامين في إطار مهرجان كان الدولي. وشددت النقابة على «ضرورة استمرار النضال النقابي في مجال الموسيقى». واقترحت تأسيس «عمادة للموسيقيين تدعم الخطوات النقابية وتسير بها الى آفاق نضالية أرحب». كذلك أضرب أساتذة التعليم الثانوي أمس بدعوة من نقابتهم العامة، للمطالبة «بإخراج رموز النظام السابق الفاسد من الحكومة» الانتقالية. وقال الأمين العام للنقابة سامي طاهري: «بحسب مصادرنا بلغت نسب المشاركة في الإضراب في كامل أنحاء البلاد 95 في المئة». وأضاف إن «الإضراب نجح على رغم محاولات وسائل الإعلام الرسمية التشويش عليه»، لكن تعذر الحصول على نسبة المشاركة في الإضراب من مصادر أخرى. وأوضح المسؤول النقابي أن الإضراب «يهدف الى إخراج كل رموز النظام السابق الفاسد من الحكومة» الموقتة. وفي الرباط، أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أمس أن أفراد النظام التونسي السابق «غير مرغوب فيهم» في كندا حيث لجأ عدد من عائلة زوجة الرئيس المخلوع. ولم يعط هاربر مزيداً من التفاصيل في شأن أقارب الرئيس المخلوع المتواجدين في كندا. لكن وسائل إعلام كندية أفادت أول من أمس أن شقيق زوجة بن علي، بلحسن الطرابلسي، موجود مع أسرته في الأراضي الكندية. وأفادت صحيفتا «لا برس» و «غلوب اند ميل» وقناة «أل سي أن» الإخبارية، أن بلحسن وصل مع زوجته وأبنائه الأربعة ومربيتهم الخميس الماضي الى مونتريال على متن طائرة خاصة.