أكد الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية البريطاني وليم هيغ خلال لقائهما في دمشق امس ان «العمل المشترك بين دول المنطقة وأوروبا لإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، سيحقق الازدهار والاستقرار وسينعكس إيجاباً على المنطقتين والعالم». وجدد هيغ رغبة بلاده في «التعاون» و «مواصلة الانخراط» مع سورية التي لها «دور مهم» في المنطقة، لافتاً الى دعمه استعادة الجولان السوري. وكان الرئيس الاسد استقبل صباح امس هيغ بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد بيان رئاسي بأن اللقاء تناول «العلاقات الثنائية وسبل دفعها في جميع المجالات وأهمية استمرار الحوار بين البلدين على كل المستويات وفتح آفاق جديدة للتعاون، خصوصاً في مجال التعليم والثقافة». وهذه الزيارة الاولى التي يقوم بها هيغ لسورية بصفته وزيراً للخارجية، علماً انه زارها عندما كان «وزير الظل» قبل ثلاث سنوات. وأوضح البيان الرئاسي ان لقاءه مع الاسد تناول ايضاً «عملية السلام المتوقفة والدور المأمول من أوروبا تجاه قضايا الشرق الأوسط وأهمية أن تكون لديها مقاربة شاملة وواقعية تجاه هذه القضايا. كما جرى استعراض تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصاً في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والعراق ولبنان». وتزامنت زيارة هيغ مع لقاء الرئيس الاسد رئيس أساقفة اثينا وسائر اليونان ايرونيموس حيث جرى بحث «العلاقات التاريخية التي تربط سورية واليونان وعلاقات الصداقة التي تربط بين كنائس البلدين وسبل تعميق هذه العلاقات وتعزيزها» مع «التركيز على أهمية الحوار وتعزيزه بين الثقافات والأديان المختلفة». وكان الرئيس السوري تسلّم اوراق اعتماد السفير الاميركي الجديد روبرت فورد بعد تعيينه من قبل الرئيس باراك اوباما متجاوزاً الكونغرس. وأفادت «سانا» بأن الاسد «تبادل مع فورد الحديث وتمنى له النجاح في مهماته». وكان وزير الخارجية السوري اعلن ان هيغ اجرى «محادثات بنّاءة» تناولت «العلاقات الثنائية والأوضاع الاقليمية الراهنة في لبنان والعراق والوضع في المنطقة»، مع «اسهاب في الحديث ازاء وضع عملية السلام وتعثر المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بسبب الاستيطان غير المشروع وكيفية تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة». وأعرب هيغ عن «ادراكنا الاهمية الكبيرة للدور السوري في المنطقة، ونرغب في تعزيز التعاون وإجراء مزيد من المحادثات في كل القضايا الجدية والخطيرة التي تواجه هذه المنطقة». وزاد: «نرغب في الانخراط الجاد والعميق مع سورية، على رغم الاختلافات (في الرأي) التي قد تحدث في بعض القضايا. وكان الهدف من هذه الزيارة الإصغاء الى الموقف السوري والتعبير عن مواقف بريطانيا». وتابع هيغ انه اكد دعم بلاده «حل الدولتين والتوصل الى سلام شامل في المنطقة يستند الى حدود 1967 وجعل القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين» وضرورة «التوصل الى حل بما يتعلق بقضية المستوطنات بموجب القانون الدولي، والحاجة الى العودة الى المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل»، لافتاً الى الأمل في أن تستأنف المفاوضات السورية - الاسرائيلية، و «نحن ندعم حق سورية في استعادة الجولان». وقال هيغ رداً على سؤال ان لندن تعمل من خلال «الانخراط الديبلوماسي الجدي للتوصل الى حل الدولتين». كما تطرقت المحادثات الى موضوع الملف النووي الايراني السلمي. واذ اشار هيغ الى اختلاف في الرأيين السوري والبريطاني، قال ان «الامر الجيد هو اننا نناقش هذه المواضيع بصراحة وانفتاح، ونود مواصلة الانخراط وإجراء مزيد من المناقشات».