قال ضابط في الجيش العراقي وسكان في قرية الإمام غربي جنوب الموصل، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيطر على معظم أنحاء القرية على رغم فقدانه السيطرة على معقله في المدينة، وذلك باستخدام أساليب حرب العصابات مع تداعي «دولة الخلافة» التي أعلنها في العام 2014. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي النصر على التنظيم المتشدد في الموصل أمس، في ما يمثل أكبر هزيمة ل «داعش» منذ العام 2014. لكن ضابطاً في الجيش العراقي قال إن المتشددين المدججين بالأسلحة الآلية وقذائف «هاون» يسيطرون الآن على أكثر من 75 في المئة من قرية الإمام غربي التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة، على بعد حوالى 70 كيلومتراً جنوب الموصل، ومن المتوقع وصول تعزيزات إلى المنطقة. وشن تنظيم «الدولة الإسلامية» هجومه على الإمام غربي الأسبوع الماضي ومن المتوقع أن ينتشر مقاتليه، بينما تستعيد القوات العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة السيطرة على مدن انتزعها التنظيم خلال هجومه الخاطف في 2014. وبعد طرده من الموصل، ستنحصر هيمنة التنظيم على مناطق ريفية وصحراوية بالأساس غرب وجنوبالمدينة. وحذر التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة من أن النصر في الموصل لا يمثل نهاية التهديد العالمي للتنظيم المتشدد. وقال اللفتنانت جنرال ستيفن جي تاونسند في بيان: «حان الوقت لاتحاد كل العراقيين لضمان هزيمة داعش في باقي العراق وعدم السماح أبداً بعودة الظروف التي أدت إلى صعوده في البلاد». من جهة أخرى، قالت «منظمة العفو الدولية» إنها رصدت نمطاً للهجمات التي قامت بها القوات العراقية والتحالف العسكري بقيادة الولاياتالمتحدة الذي يدعمها في معركة استعادة الموصل، بما ينتهك القانون الدولي الإنساني وربما يصل إلى جرائم حرب. وأشارت المنظمة في تقرير إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ارتكب انتهاكات صارخة للقانون نفسه من خلال تعمد تعريض المدنيين للأذى لحماية مقاتليه وعرقلة تقدم القوات العراقية وقوات التحالف. وقالت المنظمة إن القوات العراقية وقوات التحالف نفذت سلسلة من الهجمات التي تخالف القانون في غرب الموصل منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، معتمدة بشدة على قذائف صاروخية بدائية الصنع ذات قدرة محدودة على التصويب، ما ألحق دماراً بمناطق ذات كثافة سكانية عالية. وذكرت أنه «حتى في الهجمات التي تبدو أنها أصابت هدفها العسكري المنشود، أدى استخدام أسلحة غير مناسبة أو عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة إلى خسائر في الأرواح بين المدنيين من دون داع، وفي بعض الحالات مثلت على ما يبدو هجمات غير متناسبة». وانتقدت المنظمة تنظيم «الدولة الإسلامية» لارتكابه مجموعة من الجرائم التي وثقت سابقاً. وقالت إن المتشددين جمعوا السكان في القرى والأحياء محل النزاع وأجبروهم على الانتقال إلى مناطق الصراع في غرب الموصل لاستخدامهم دروعاً بشرية. وأضافت أن مع اقتراب الاشتباكات، حاصر المتشددون المدنيين داخل المنازل وحرموهم من الحصول على الطعام أو الرعاية الطبية. وذكر التقرير أن التنظيم المتشدد قتل المئات إن لم يكن الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين حاولوا الهرب. واعترفت المنظمة بالتحديات التي تنطوي عليها حماية المدنيين في ظل الأساليب التي يستخدمها المتشددون، لكنها حملت السلطات العراقية والتحالف المسؤولية عن عدم اتخاذ احتياطات عملية لحماية المدنيين من الضربات الجوية، وقالت إن إسقاط المنشورات التي تحذر من الهجمات بلا جدوى، لأن «داعش» فرض قيوداً شديدة على حركة المدنيين. ولا تسجل الحكومة ولا التحالف أعداد القتلى من المدنيين. ورجحت المنظمة أن عدد القتلى في غرب الموصل وحده في الهجمات التي شنتها القوات الموالية للحكومة أعلى من الرقم الذي قدرته جماعة المراقبة «إيروورز»، والذي يبلغ 3706. وقالت: «ربما لن تتسنى أبداً معرفة العدد الحقيقي للقتلى في معركة غرب الموصل».