دافوس (سويسرا) - أ ف ب، رويترز - أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في «منتدى دافوس الاقتصادي» في سويسرا أمس، أنه والمستشارة الالمانية انغيلا مركل لن يتنازلا «أبداً» عن اليورو. وسخر من بعض عناوين الصحف التي رجحت قبل أيام اختفاء اليورو. وقال: «المقالات مرّت واليورو ما زال باقياً»، مكرراً أمام الجمهور أولويات رئاسته الفرنسية لمجموعة العشرين. وأضاف: «قضية اليورو ليست مجرد مسألة عملة، وليست فقط مسألة اقتصادية بل هي قضية هوية (...) رسالة اليورو واضحة جداً، ومهم جداً أن نكون على موعد للدفاع عنها». وكان المسؤولون التنفيذيون المشاركون في المنتدى أبدوا تفاؤلاً حذراً إزاء إمكان حل أزمة ديون منطقة اليورو، من دون أن تمتد إلى اسبانيا أو يضطر المستثمرون الى تحمل خسائر غير محتملة. ومن المقرر أن ينصبّ اهتمام صُنّاع قرار من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والقطاع المالي، على مشكلة الديون الأوروبية خلال سلسلة من الاجتماعات الخاصة وحلقات النقاش في المنتدى. لكن بعد سنة من هيمنة أزمة المال في اليونان على اجتماعات «دافوس»، ما أدى إلى طرح خطة لإنقاذها في أيار (مايو)، ولإرلندا في كانون الأول (ديسمبر)، يقول قادة الأعمال ان التوقعات تتزايد بأن الاتحاد الأوروبي يجهز إجراء فعالاً لمساعدة الأعضاء الضعفاء في منطقة اليورو واستعادة الثقة في القطاع المالي. وقال المدير المالي في «زوريخ فاينانشال للتأمين» ديتر فيمر في تصريح الى وكالة «رويترز»: «واثقون من بقاء اليورو كعملة، ومن أن دول منطقة اليورو ستحل مشكلاتها». وأضاف: «قد يطلب من حملة السندات الخاصة تحمل خفض قيمة السندات السيادية لبعض دول جنوب منطقة اليورو، لكن ذلك لن يؤدي إلى خسائر كبيرة». وأشار إلى «احتمال حدوث عمليات خفض قيمة في بعض الأماكن. لا أعتقد أنها ستكون كبيرة». ومن المتوقع أن يتبنى زعماء الاتحاد الأوروبي مجموعة شاملة من الاجراءات خلال قمة في أواخر آذار (مارس) تشمل إصلاح صندوق الانقاذ الأوروبي، وطرح قواعد تنظيم مالي جديدة والالتزام بإصلاحات اقتصادية هيكلية لتحسين القدرة على المنافسة. تريشيه ودعا رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه في تصريح الى خدمة «رويترز انسايدر» التلفزيونية، إلى «تعزيز صندوق الاستقرار المالي الأوروبي البالغ حجمه 440 بليون يورو (603 بلايين دولار) «. وقال: «يجب أن تزيد مرونة الصندوق قدر المستطاع وان يسمح له بشراء سندات الدول التي تعاني مشكلات». واشترى «المركزي» الأوروبي سندات يونانية وإرلندية وبرتغالية بلغت قيمتها نحو 76.5 بليون دولار منذ أيار لدعم استقرار سوق السندات في منطقة اليورو كما وفر سيولة رخيصة لبنوك هذه الدول. لكنه يتطلع إلى الخروج من هذه السياسات الطارئة. ويقول اقتصاديون ومحللون إن أعباء الدين اليوناني لا يمكن تحملها ويجب إعادة هيكلتها أو جدولتها عاجلاً أم آجلاً. وتنفي اثينا بشدة نيتها القيام بذلك، لكنها تطلب مزيداً من الوقت لسداد 110 بلايين يورو حصلت عليها في إطار خطة انقاذ من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، كما تطلب خفض سعر الفائدة. وإلى جانب مسألة اليورو، حضرت قضية ارتفاع أسعار الغذاء. وقالت العضو المنتدب في البنك الدولي وزيرة المال النيجيرية السابقة نجوزي أوكونجو أيويالا: «ارتفاع أسعار الغذاء يمثّل تهديداً كبيراً للاقتصاد العالمي والاستقرار الاجتماعي، لكن لا يجب أن يبالغ صناع السياسة في تنظيم أسواق السلع الأولية». وأضافت: «ارتفاع أسعار الغذاء يضغط على الفقراء ويذكي الاضطراب الاجتماعي... رأيتم ما حدث في الجزائر وبلدان أخرى في الآونة الأخيرة». ورأت ان «هذا سيكون أشد وطأة على الفقراء. لن نرى أسعاراً زهيدة للغذاء مجدداً، لأن هذه ظاهرة طويلة الأجل»، مؤكدة «الحاجة الى قدر معين من التنظيم بخاصة في أسواق السلع الرئيسية». وتابعت: «لكن علينا أن نحذر المبالغة في التنظيم. نريد بعض التنظيم وليس قبضة قوية. نريد تطوير أسواق السلع في مناطق رئيسية مثل افريقيا وهذا سيمكن المزارعين من التخطيط للمستقبل». وأشارت إلى أن «في افريقيا نحو نصف الأراضي الصالحة للزراعة في العالم وإن هناك حاجة الى مزيد من الاستثمار». اتفاقات وتصريحات وعلى هامش المنتدى، أعلنت مجموعتا «روسنفت» الروسية و «أكسون موبيل» الأميركية النفطيتان، توقيع اتفاق للتنقيب المشترك عن النفط في منطقة تناهز مساحتها 11 ألفاً و200 كيلومتر مربع في البحر الأسود. ووقع هذا الاتفاق أمام وسائل الاعلام رئيس الأولى ادوارد خودايناتوف ورئيس الثانية نايل دافين، على هامش الدورة السنوية الحادية والاربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي، بحضور نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور ستشين. وأوضحت المجموعتان أنهما ستؤسسان شركة للتنقيب عن النفط في المياه العميقة لهذه المنطقة في البحر الاسود، على طول ساحل منطقة كراسنودار (جنوب). وقال ستشين: «هذا الاتفاق يؤكد انفتاح روسيا على الاستثمارات الاجنبية في قطاع الطاقات الأحفورية». وأشار المدير التنفيذي ل «اكسون موبيل» ركس تيلرسون، الذي حضر التوقيع ايضاً، إلى أن «الاتفاق سيتيح تبادل التكنولوجيا بين المجموعتين». وأضاف: «أكسون موبيل ستقدم تكنولوجيتها وقدراتها التقويمية للمشروع لإكمال قوة روسنفت وخبرتها في المنطقة». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «تومسون رويترز» توماس جلوسر: «البنوك تعيد موازنة أنشطتها. مكاتب استثمارات الدخل الثابت واجهت أوقاتاً صعبة في النصف الثاني من العام الماضي لكن الناس يكيفون انفسهم الآن على الوضع السائد في الأجل الطويل». وتحدث عن أعمال شركته في شكل عام، وقال: «في عالمنا أميركا اللاتينية مهمة جداً ليس فقط في عالم الخدمات المالية، بل أيضاً في المجالات القانونية والضريبية والمحاسبة، لذلك نحن متحمسون لها». وعن مناطق النمو، قال: «منطقة الخليج اتسمت بالقوة طوال الوقت، والهند والصين قويتان في ما يتعلق بنا، وكذلك أطراف آسيا. في كل مكان تقريباً، حتى اليابان كانت جيدة بالنسبة إلينا في العامين الماضيين». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فرانس تليكوم» ديدييه لومبار، إن شركته «تتطلع إلى التوسع في الشرق الأوسط». وأضاف: «نحن موجودون في الأردن بالفعل ونريد التوسع في الشرق الأوسط».