أعلنت القوات النظامية السورية أمس هدنة مفاجئة في محافظة درعا الجنوبية، وسط معلومات عن أنها جاءت نتيجة «اتفاق إقليمي- دولي» شاركت فيه روسياوالولاياتالمتحدةوالأردن. ويأتي هذا الجهد الجديد لتثبيت التهدئة على الحدود السورية- الأردنية، فيما دعت موسكو كلاً من طهران وأنقرة إلى جولة جديدة من مفاوضات آستانة بهدف الاتفاق على سبل تعزيز اتفاق مناطق «خفض التصعيد» الأربع في سورية، علماً أن درعا كانت جزءاً من هذا الاتفاق لكنها شهدت تصعيداً واسعاً في العمليات العسكرية، بما في ذلك شن ميليشيات تعمل بإشراف إيران هجمات فشلت في طرد فصائل معارضة من المدينة والوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وسيكون التقدم الذي سيتحقق في مفاوضات آستانة في 4 و5 تموز (يوليو) المقبل أساسياً، لتحديد إمكان نجاح الجولة السابعة من مفاوضات جنيف التي دعا إليها مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في العاشر من الشهر ذاته. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» عن بيان للجيش السوري، أنه أعلن وقف العمليات القتالية لمدة 48 ساعة في مدينة درعا اعتباراً من ظهر أمس. وأعلن بيان «القيادة العامة للجيش»، أن وقف العمليات في درعا يأتي في إطار «دعم جهود المصالحة الوطنية». وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مدينة درعا شهدت بالفعل «هدوءاً ساد جبهاتها» على رغم سقوط قذائف عدة أطلقتها القوات النظامية. وصعّد الجيش السوري وقوات الفصائل المدعومة من إيران الهجمات ضد قسم من درعا تسيطر عليه المعارضة على مدى الأسابيع الماضية، في مقدمة على ما يبدو لحملة واسعة النطاق للسيطرة الكاملة على المدينة. لكنّ قيادياً في المعارضة قال ل «رويترز» إن الهجمات لم تتوقف. وتواصل الولاياتالمتحدةوروسيا محادثاتهما الرامية لإقامة «منطقة عدم تصعيد» في جنوب غربي سورية، تتضمن محافظتي درعا على الحدود مع الأردن والقنيطرة المتاخمة لمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. ودرعا مشمولة بخطة حالية رعتها إيران وسورية وتركيا في آستانة عاصمة كازاخستان في أيار (مايو)، لتحديد أربع «مناطق عدم تصعيد» في سورية. وقال الرائد عصام الريس الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» في «الجيش السوري الحر» ل «رويترز»: «هناك خروقات ونشكك في نيات النظام الالتزام بوقف إطلاق النار». وأضاف: «إيقاف قوات النظام عملياتها العسكرية في درعا جاء بعد تكبدها خسائر كبيرة في العدة والعتاد منذ أكثر من شهر... وجاء بعد فشل محاولات النظام المتكررة للتقدم في درعا بفضل قوة الجيش الحر وتماسكه». واعتبر «المرصد السوري» أن هدوء جبهة درعا «جاء على خلفية اتفاق روسي- أميركي- أردني يقوم على إرساء الهدوء في الجنوب السوري لمدة 48 ساعة على الأقل قابلة للتمديد». كذلك أكدت وكالة «سمارت» السورية المعارضة، نقلاً عن «مصدر عسكري»، أن هدنة درعا تمت «برعاية روسيا والدول الداعمة للجبهة الجنوبية»، في إشارة إلى الأردن الذي يدعم فصائل المعارضة المنضوية في «الجبهة الجنوبية». وأوضحت «سمارت» أن الهدنة «تشمل وقف التعزيزات العسكرية لكلا الطرفين ووقف القصف الجوي والمدفعي للنظام». أما «شبكة شام» الإخبارية المعارضة فأوردت أن أنباء كانت قد تواردت مساء أول من أمس تشير إلى «محادثات بين المعارضة السورية والجانب الروسي لوقف القصف على مدينة درعا ووقف العمليات القتالية». ونقلت عن ناشطين أن «الهدنة أتت بطلب من الجانب الروسي... بعد فشله وفشل الأرتال والميليشيات الشيعية بتحقيق أي تقدم يذكر». على صعيد آخر، أعلن «المرصد السوري» مقتل عشرات المدنيين في قصف جوي على دير الزور وفي معارك الرقة التي تخوضها «قوات سورية الديموقراطية»، بهدف طرد تنظيم «داعش» من معقله الأساسي في سورية.