أجمع المتحدثون في مؤتمر «الشباب والتوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بعنوان «مهارات أفضل وظائف أكثر» الذي استضافته القاهرة أمس، على ضرورة تشجيع الشباب العربي على المبادرة لتأسيس المشاريع الخاصة بتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم، بدلاً من توجههم إلى القطاع العام بهدف تأمين المعاش التقاعدي. وافتتحت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية سحر نصر ووزير التكوين المهني والتشغيل التونسي عماد الحمامي المؤتمر الذي شارك فيه المدير الإقليمي المسؤول عن مصر واليمن وجيبوتي في البنك الدولي أسعد عالم، ومدير مركز التكامل المتوسطي مراد ازين، والذي نُظم بالشراكة مع مركز التكامل المتوسطي والبنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية، ومؤسسة «آنا ليند» واتحاد جامعات البحر الأبيض المتوسط. وأوضحت نصر أن هدف المؤتمر هو «دعم الشباب وتفعيل القرارات التي تتخذها الحكومة سواء لجهة التعليم والتدريب وتنمية المهارات». وأعلنت أن فئة الشباب «تشكل حوالى 50 في المئة من سكان مصر، لذا تُعتبر أكثر دولة تضم ثروة شبابية في المنطقة، كما أن الشباب المصري من أذكى الشباب في العالم ولديه قدرة على الإبداع والتطوير من نفسه». وذكرت نصر أن الوزارة «أسست أخيراً شركة «مصر لريادة الأعمال والاستثمار» لدعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة، برأسمال 25 مليون دولار». وأشارت إلى «استهداف الوصول إلى 60 مليون دولار، مع التركيز على دور رواد الأعمال الشباب، من خلال سد فجوة التمويل من طريق ضخ الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة». ولم تغفل أن مصر «أطلقت أخيراً مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي الصندوق الاستثماري التنموي الأول في مصر وأفريقيا والمنطقة العربية، وسيركز على دعم رواد الأعمال الشباب وتشجيعهم على الاستثمار في المجالات ذات البُعد الاجتماعي». ولفت وزير الشباب والرياضة المصري خالد عبدالعزيز، إلى أن «نسبة البطالة تتراوح بين 12 و 13 في المئة، وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء». وشدد على أن «أجهزة الدولة تعمل على تقليص نسبة البطالة»، موضحاً أن «التغيرات السياسية في مصر دفعت شباباً كثراً إلى الحرص على الوظائف الحكومية، بعد إغلاق بعض شركات القطاع الخاص وخفض رواتب العاملين في أخرى». ولاحظ أن الشاب المصري «بات يفكر نتيجة الظروف التي حصلت خلال السنوات الماضية، في العمل بوظيفة حكومية لأنه سيحصل بعد عمر 60 سنة على المعاش التعاقدي». في حين «يمكن أن يصبح مبدعاً ورائداً في مجاله على مستوى العالم»، مؤكداً أهمية «العمل على وضع حلول للمشاكل التي تدفع الشباب إلى الإحجام عن التوجه لتأسيس المشاريع الخاصة وتفضيلهم الوظائف الحكومية». ودعا الحمامي، إلى تحقيق مقاربات «تلبي حاجات الشباب في المنطقة، وتجعلهم يحوزون على عمل لائق». واعتبر أن «مكانة العمل ارتفعت في شكل واضح، إذ أكدت الأهداف الإنمائية على عقد شراكة عالمية من أجل التنمية، والعمل على توفير اليد العاملة المنتجة من أجل القضاء على الفقر، وتأكيد تفعيل الشراكة بين الدول من أجل التنمية المستدامة». ورأى أن حلم الانضمام إلى العمل الحكومي «لا يزال يراود الشباب عن العمل في القطاع الخاص». وذكر أن الباحثين عن العمل «يحتاجون إلى زيادة في التدريب والتشبع بثقافة ريادة الأعمال»، مؤكداً أن التعاون الدولي «يتيح مورداً للتعليم المتبادل والاستفادة من فرص العمل في الخارج والمنتديات الدولية لتبادل الخبرات». وطالب الحمامي بضرورة «تشجيع الشباب على ريادة الأعمال وتنفيذ مشاريعهم الخاصة وليس الاعتماد على الوظائف التي توفرها الدولة».