على رغم تأكيدات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عدم وجود أي مؤشرات تدل على تغيّر مناخي ملحوظ هذا العام، إلا أن صيفاً ملتهباً على ما يبدو ينتظر السعوديين، ربما تصل فيه درجات الحرارة إلى 70 درجة مئوية تحت الشمس، بحسب توقعات الخبير الفلكي السعودي خالد الزعاق، الذي أكد ل«الحياة»، أن درجة الحرارة ستصل إلى 52 درجة مئوية تحت الظل. وفي الوقت الذي رجّح فيه رئيس مرصد بريدة في مجمع الأمير سلطان الدكتور خالد الزعاق، أن ترتفع فيه درجات الحرارة في ذروتها إلى 80 درجة على الأسطح السوداء، أكّد مدير إدارة الطوارئ في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة طارق عشماوي، أن الرئاسة «لم ولن تخفي معلومات حقيقية في ما يتعلق بدرجات الحرارة عن المجتمع»، موضحاً أن درجات الحرارة المعلنة رسمياً، تقاس بأجهزة عالية الجودة والمستوى، تسجل وتحفظ المعلومات. وبحسب الزعاق، فإن المناطق الواقعة على مدار السرطان ستكون الأكثر تأثراً بارتفاع درجات الحرارة، بسبب سقوط أشعة الشمس بشكل عامودي عليها، مؤكداً أن المرصد يعتمد في عملية قياس درجة الحرارة على الرصدين الاتوماتيكي واليدوي. ووفقاً للمعايير العالمية، فإن الرصد اليدوي أدق من الرصد الأتوماتيكي، إذ يتم وضع مقياس درجة الحرارة في صندوق مفتوح من جميع الجهات، بحيث تتخلله حركة الرياح من كل جانب، ويتم رفعه متراً عن مستوى سطح الأرض. وعزا الزعاق ارتفاع درجات الحرارة خلال الأعوام الستة الماضية إلى التغيّرات المناخية الحاصلة على الكرة الأرضية، منتقداً خرق القانون الدولي، الذي يمنع العمل تحت أشعة الشمس، في حال وصلت درجة الحرارة إلى مستوى معين (50 درجة) «على رغم أن أعلى درجات للحرارة نجدها في منطقتنا، إلا أننا نجد العمالة تعمل في الشوارع في «حمّارة القيظ»، أي في قمة ارتفاع درجات الحرارة». من جهتها، نفت «الأرصاد» على لسان مدير إدارة الطوارئ لديها طارق عشماوي، ما يتردد من اتهامات لها بأنها تخفي درجات الحرارة الحقيقية، وقال: «لا نستطيع التلاعب بدرجات الحرارة، كما يدعي بعضهم»، متحدياً من يشكك في هذا الأمر من أية جهة كانت. وأضاف: «حتى الآن لا توجد مؤشرات تدل على تجاوز المعدل السنوي الطبيعي لدرجات الحرارة في السعودية، بما في ذلك التوقعات الإحصائية للمراكز العالمية، التي لم تشر إلى أي أمر طارئ في هذا الخصوص»، مشيراً إلى أن القراءات والمخرجات التي تأتي من مخرجات النماذج العددية الفصلية، لم تعطِ أي مؤشر عن احتمال تجاوز درجة الحرارة معدلها الطبيعي. وأوضح أن درجات الحرارة تتجاوز ال 40 درجة مئوية بقليل في شهر حزيران (يونيو)، بينما تصل في تموز (يوليو) إلى 48 درجة، وقد تصل أحياناً إلى 50 درجة مئوية، كما حصل في منطقة الظهران قبل يومين. ولم يخف عشماوي احتمال وصول درجة الحرارة تحت الشمس في ذروتها إلى 57 درجة تحت الشمس، مشيراً إلى أن بعض المؤثرات تدخل في رفع درجة الحرارة، مثل الخطوط الاسفلتية. وعزا ارتفاع درجة الحرارة إلى قلة الأمطار في مناطق كثيرة من السعودية، إلى جانب الجفاف الذي تمرّ به المنطقة بشكل عام منذ أعوام عدة، ما يولد رقعة صحراوية كبيرة، لافتاً إلى أن المنطقتين الشرقية والشمالية الشرقية ومنطقة المدينةالمنورة، إلى جانب المنطقة الوسطى هي أكثر المناطق التي تسجل ارتفاعاً في درجات الحرارة. ونوّه إلى أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تبلّغ بدورها الجهات المعنية في حال وصلت درجة الحرارة الى أكثر من الحد المسموح به (50 درجة مئوية) لأكثر من ساعتين، مع رفع تقرير يوضح درجات الحرارة، وفترة استمرارها في ما لو تجاوزت هذا الحد، مؤكداً أن الحرارة لا تثبت على حد معين لفترات طويلة.