أطاح تفجير مطار موسكو قبل يومين عدداً من المسؤولين الأمنيين، فيما أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن عمليات الإقالة ستتواصل، ودعا إلى «تنظيف» الأجهزة الأمنية من المقصرين. في غضون ذلك، برزت معطيات في موسكو حول حصول الأجهزة على معلومات منذ أكثر من شهر بشأن مخطط لشن سلسلة تفجيرات. وجاء قرار مدفيديف إقالة مدير أمن وسائل النقل في الداخلية اندريه اليكسييف أمس، ليطلق حملة تستهدف «تنظيف» الأجهزة الأمنية من المقصرين بحسب التعبير الذي استخدمه مدفيديف أمس، أثناء حضوره اجتماعا كرس لتعزيز أمن وسائل النقل العام في روسيا. وتزامن ذلك مع إقالة عدد من المسؤولين الأمنيين في مطار دوموديدوفا الذي شهد التفجير. وقال الرئيس الروسي إن الإقالات «سوف تتواصل». وخاطب وزير الداخلية رشيد نور علييف قائلاً: من لا يفهم طبيعة عمله يجب أن يطرد وسنجد البديل عنه وهذه (الإقالات الأولى) هي البداية فقط. وقال مدفيديف إن تراخي الأجهزة الأمنية سهل تنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أن المنفذين لم يتعرضوا لأي تفتيش عند مدخل المطار وأن إجراءات التفتيش لا يتم القيد بها على رغم أنها مفروضة ضمن التدابير الأمنية في المطارات. وهاجم مدفيديف بقوة إدارة المطار ما أثار توقعات بتضييق الخناق عليها لاحقاً، إذ اعتبر أن إعلان الإدارة أن أمن المطار ليس مسؤوليتها وأنها لا يمكن أن تتحمل ذنب تقصير الأجهزة الأمنية «لا يمكن قبوله في أي شكل»، واعتبر أن المسؤولية الأمنية تقع على كاهل الجميع بما في ذلك إدارات المطارات ومحطات القطار. واعتبر أن المطلوب من الحكومة إنشاء نظام إنذار مبكر شامل ضد خطر الاعتداءات التفجيرية. ورأى مراقبون أن الخطوات العقابية والتحركات الإصلاحية الواسعة في عمل الأجهزة الأمنية عكست صدمة القيادة الروسية بسبب الفشل في إحباط اعتداء المطار رغم توافر معطيات سابقة عن نيات لتنفيذ هجمات انتحارية في موسكو. وتداولت وسائل إعلام روسية معطيات نسبتها إلى مصادر أمنية حول كشف مخطط في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لتنفيذ اعتداءات، وأن فريقاً مكوناً من ثلاث نساء ورجل قدم من منطقة القوقاز إلى العاصمة الروسية لهذا الغرض، واستعدوا لتنفيذ هجوم انتحاري كبير ليلة رأس السنة في ساحة مانيج قرب الكرملين، لكن الاعتداء فشل من طريق الصدفة وانفجرت العبوة الناسفة المجهزة قبل ساعات من الموعد المحدد في مكان إقامة «الانتحارية» في إحدى ضواحي موسكو. وأفادت معطيات أن الانفجار وقع بسبب تلقي الانتحارية تهنئة بالسنة الجديدة من شركة الاتصالات على جهاز هاتف نقال كان مبرمجاً لتفجير العبوة الناسفة فور تلقي مكالمة أو رسالة. وبحسب معطيات فإن الأجهزة الأمنية عرفت تفاصيل المخطط بعدما اعتقلت في رأس السنة امرأة سهلت تأمين أماكن الاختباء للمجموعة. ولم تستبعد مصادر أمنية أن تكون المجموعة التي نفذت اعتداء المطار حلقة ضمن الشبكة ذاتها.