صعّدت السلطة الفلسطينية حملتها على قناة «الجزيرة» القطرية واتهمتها بالسعي لاسقاطها عبر بثها وثائق سرية عن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تكشف ان القيادة الفلسطينية قدمت الكثير من التنازلات لاسرائيل في محاولة للتوصل الى اتفاق سلام. وفيما دعت حركة «حماس» السلطة الفلسطينية الى «وقف مهزلة المفاوضات والتنازلات» رأى محللون إسرائيليون ان هذه الوثائق تؤكد وجود شريك فلسطيني براغماتي للمفاوضات بعكس ما تروج له أوساط اليمين الإسرائيلي. وفي رام الله استقبل مئات الفلسطينيين أمس الرئيس محمود عباس استقبال الابطال ونددوا بقطر وبقناة «الجزيرة». واتهم عباس في كلمة القاها امام انصاره، القناة القطرية ب «التزوير والتحريف»، وقال: «سنكشف كذبهم وتزويرهم في قناتهم نفسها. فنحن مستعدون للذهاب اليهم من اجل ذلك». ووصف ما تبثه «الجزيرة» عن المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ب «المسلسلات المملة»، وجدد تأكيد تمسكه بالثوابت الفلسطينية وأولها «القدس عاصمة لفلسطين». من جهة ثانية، اعلن رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات انه شكل لجنة قانونية لدارسة مسألة سرقة الوثائق من مكتبه «ان تمت» ودرس رفع دعاوى ضد قناة «الجزيرة» على خلفية «الخرق المهني»، متهماً «الجزيرة» ب»المشاركة في حملة تستهدف منظمة التحرير هدفها اسقاط السلطة الفلسطينية». ونظمت حركة «فتح» تظاهرات حاشدة أمس في مختلف المدن الفلسطينية تضامناً مع عباس واستنكاراً لقناة «الجزيرة». وأحرق فلسطينيون غاضبون في رام الله صوراً لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو يصافح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، كما أحرقوا أعلاماً اسرائيلية يتوسطها شعار «الجزيرة» وهتفوا ضدها. الى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن مصادر في السلطة الفلسطينية ان موظفاً سابقاً في مكتب عريقات، يعمل حالياً في ديوان امير قطر، قام بسرقة وتسريب «الوثائق السرية» التي تبثها «الجزيرة». وذكرت المصادر ان الموظف كان يعمل في دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله و»تم انهاء خدماته قبل سبعة اشهر». وأوضحت ان المشتبه به فرنسي الجنسية من اصل فلسطيني وانه يعمل حالياً «في الديوان الاميري في قطر». ووصف مسؤول فلسطيني المشتبه بتسريبه الوثائق بأنه «محام قوي جداً ومتمكن». واضاف انه تم التخلي عن خدماته «اثر قرار بتعريب دائرة المفاوضات، اي إحلال موظفين فلسطينيين وعرب مكان الاجانب». وكانت «الجزيرة» خصصت الحلقة الثانية من برنامجها ليل الاثنين - الثلثاء لقضية اللاجئين، وقالت ان القيادة الفلسطينية كانت مستعدة للتراجع عن حق العودة مقابل اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 مع عودة رمزية للاجئين فلسطينيين الى اسرائيل.