تونس - أ ف ب - أعلن الناطق باسم الحكومة التونسية الموقتة الطيب البكوش انه سيتم اليوم الإعلان عن تشكيلة جديدة للحكومة بعد استمرار التظاهرات المطالبة باستقالتها. وكانت تونس أمس شهدت تظاهرة مؤيدة للحكومة الموقتة وسط صرخات مستهجنة لمتظاهرين آخرين طالبوا باستقالة حكومة محمد الغنوشي. وجرى بعض المناوشات بين الجانبين، غير أن الأجواء ظلّت سلمية في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة. وأعلنت وكالة الأنباء الحكومية التونسية بعد ظهر أمس استقالة رئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال، الخاضع للاقامة الجبرية، من منصبه. ولم تورد الوكالة تفاصيل عن استقالة وزير الداخلية السابق الذي كان وُضع في الإقامة الجبرية مع مقربين آخرين من بن علي هما عبدالعزيز بن ضياء الوزير المستشار الخاص وعبدالوهاب عبدالله الوزير المستشار لدى الرئاسة ومهندس السياسة الإعلامية في تونس لعقود. وجاء هذه التطورات في وقت أعرب جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عن الأمل في أن يؤدي «النموذج التونسي» إلى إصلاحات في العالم العربي لتلبية التطلعات السياسية والاجتماعية «المشروعة» لشعوبه. وقال فيلتمان في تصريحات صحافية «إن التحديات المطروحة في أجزاء كبيرة من العالم العربي متماثلة، ونحن نأمل أن تُلبّي الحكومات التطلعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المشروعة للشعوب، خصوصاً إذا ما عبّرت عن نفسها من خلال وسائل قانونية وسلمية». وأكد المسؤول الأميركي أن واشنطن تجري حالياً «محادثات خاصة وعامة» في هذا الاتجاه مع الحكومات العربية. وكان فيلتمان وصل الإثنين إلى تونس لاجراء مشاورات مع السلطات، وأكد انه يدعم الاصلاحات التي اعلنتها الحكومة التونسية الانتقالية التي تصب في اتجاه «تكريس الديموقراطية» في الحياة العامة. لكنه أضاف: «وحدها الانتخابات يمكن أن تُحدد إن كانت الحكومة ديموقراطية». وتابع: «ما سيدعم فعلياً أي حكومة في تونس هو أن تكون لها صدقية تنبع من مسار انتخابي». وأعلن فيلتمان انه سيزور اليوم باريس لإجراء محادثات مع المسؤولين الفرنسيين حول الوضع في تونس ولبنان.