رأت كتلة «المستقبل» النيابية أن «نتيجة الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس ميشال سليمان وأدت الى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة المقبلة لا تعبر عن دقة الاختيار ولا الالتزام بأصوله، بل تشكل طعنة خبيثة في قلب النظام الديموقراطي اللبناني الذي أفرغ من مضمونه، وانتهكت حرمته نتيجة العمل المبرمج لإحداث انقلاب في الموازين باللجوء إلى أسلوب التهويل والتهديد المباشر وغير المباشر والذي لم يكن آخره إرهاب أصحاب القمصان السود». وأشارت الى أنه «على مدى هذه السنوات الماضية حفلت ممارسات حزب الله وحلفائه بجملة من المفارقات. فساعةً كانوا ينادون بأنه ينبغي على النظام اللبناني أن يعتمد الديموقراطية التوافقية وعلى أساس من ذلك تمت الاستقالة من الحكومة، وأقفل مجلس النواب لأكثر من 18 شهراً، وساعةً أخرى يعودون للمطالبة بالتزام النظام الديموقراطي بما يعني ذلك العودة إلى التزام عدد الأصوات محتكماً لمعيار الأقلية والأكثرية، وكل ذلك من أجل ضمان سيطرة مصالح ومخططات حزب الله والقوى الحليفة له». واعتبرت الكتلة في بيان صادر بعد اجتماعها أمس برئاسة رئيسها فؤاد السنيورة أن التجربة أثبتت «منذ الانتخابات النيابية عام 2009 أن سلاح حزب الله الذي يفترض أن يكون موجهاً حصراً لمواجهة العدو الإسرائيلي جرى توظيفه ووهجه ونفوذه في إجهاض وإفراغ نتائج وخيارات الشعب اللبناني من مضمونها. والدليل على ذلك أن تحالف القوى الذي حاز الأكثرية النيابية حيل بينه وبين ترجمة هذه النتيجة في تشكيل الحكومة. والذي فاقم الأمور الضغط الذي مارسه حزب الله والقوى الحليفة له باتجاه تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة الأسبوع الماضي على رغم معارضة الأكثرية لذلك التأجيل وهي الاستشارات التي كانت ستضمن الاختيار الحر للرئيس سعد الحريري من قبل النواب»، لافتة الى أن «ذلك أتاح الفرصة أمام حزب الله والقوى الحليفة له لاستكمال انقلابهم على النظام الديموقراطي وتغييب وحجب إرادة الناخبين الحقيقية الذين انتخبوا أولئك النواب على أساسها وذلك عبر فرض تبديل الآراء والقناعات بالتهويل والتخويف وقوة ووهج السلاح وقمصانه السود. لقد أطاحت هذه الممارسة ما تبقى من مفاعيل النظام الديموقراطي الحر». وأكدت الكتلة أن «النظام الديموقراطي لا يستقيم تحت ضغط السلاح والتهويل به»، مشددة على «ثوابتها لجهة احترام الدستور وميثاق العيش المشترك والتزام مبدأ إحقاق العدالة عبر المحكمة الدولية وتثبيت الأمن والاستقرار». وإذ أبدت احترامها للنواب ولميقاتي، اعتبرت أن «الطريقة والظروف التي أحاطت بعملية اختيار الرئيس المكلف لا تجعل منه رئيساً توافقياً أو رئيساً يقف في المكان الوسط بل رئيساً مفروضاً على اللبنانيين تم اختياره من قبل حزب الله بعد أن أقصي في اللحظة الأخيرة مرشحهم الأول الرئيس عمر كرامي في خطاب علني للأمين العام لحزب الله». وشكرت الكتلة «جماهير الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتيار المستقبل وقوى 14 آذار التي عبرت عن غضبها واستنكارها لمحاولة تزوير إرادة اللبنانيين من خلال انقلاب بعض النواب على إرادة ناخبيهم»، وشددت على «التمسك باحترام مؤسسات الدولة اللبنانية الحاضنة والضامنة لحقوق اللبنانيين وعودة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية لبسط الأمن والنظام»، كما اعتذرت عن «ما تعرضت له بعض وسائل الإعلام والمكاتب الخاصة من أذى هذا النهار»، مؤكدة أن «هذا الأمر لا يدخل في أدبيات وتقاليد تيار المستقبل وهي تهيب بجميع الأنصار والأصدقاء ضبط النفس حماية لأمن البلد ومصالح الناس». كما أكدت «حق جميع اللبنانيين بمن فيهم جمهور الشهيد رفيق الحريري دائماً ومن دون تردد ولا تراجع بالتعبير السلمي عن رأيهم كحق من الحقوق المشروعة التي يحميها القانون». الى ذلك، أعلن مجلس المفتين قيامه بمسعى مع الرئيس نجيب ميقاتي لدرء الفتنة في ضوء الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة جديدة، زار اعضاء من المجلس الرئيس ميقاتي في بيروت وسلموه نص بيان المجلس الذي أعلنه الاحد الماضي وحدد فيه موقف المسلمين، وخصوصاً اهل السنة، من التطورات في لبنان». وقال أنه أكد الاعضاء لميقاتي تمسكهم بما ورد في بيان المجلس وطالبوه «اتخاذ الموقف المناسب لدرء الفتنة، وتجنيب لبنان الدخول في الفوضى، والوقوع في فخ المؤامرة التي تحاك ضد اللبنانيين وخاصة المسلمين».