أكد أستاذ العلوم السياسية في الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله أن اجتماع القاهرة الأربعاء لبحث الرد القطري على مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «جاء بأكبر قدر من المسؤولية، وأن الرسالة واضحة للجميع؛ أنه إذا كان الرد سلبياً فإننا لا نود التصعيد، وهذه حقيقة تحتسب للرباعية الجديدة». وأضاف عبدالخالق، في حديث إلى «الحياة» أمس، أن المحصلة من الاجتماع هي «أن مقاطعة قطر مستمرة، وأن المقاطعة ربما لن تغير قطر والحكومة والسياسة، لكنها ستجعل من قطر دولة منبوذة من أقرب الناس إليها، وعلى قطر من الآن فصاعداً أن تعيش واقعاً هذه الحال، وهل تستطيع قطر أن تكون دولة منبوذة مثل إيران»؟ وأوضح أن اجتماع القاهرة، الذي ضم وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين، «كان واقعياً ومنسجماً مع فكرة أن هذه الدول لا تسعى إلى معاقبة قطر أكثر من أن تحدث تغييراً في سياسة قطر، وأن العقوبات مستمرة تدريجياً». وعن حديثه مع وزير الخارجية الألماني أول من أمس، في شأن عدم وجود تدخل عسكري في الأزمة السياسية مع قطر، قال: «كل إنسان خليجي لا يتمنى أن يكون هذا الطرح موجوداً أصلاً في خيارات التعامل مع قطر، والحل العسكري نحن في دول المجلس لا نميل إليه، وليس في التعامل مع بعضنا البعض باستثناء الحال في اليمن». وأشار عبدالخالق إلى أن توجه قطر إلى آلاتها الإعلامية في كل مكان للهجوم على السعودية والإمارات «لن ينفعها»، وأضاف: «نحن لا نستغرب الهجمة الإعلامية ضد الدول الخليجية، ولم تؤثر فينا منذ 20 عاماً، ولن تؤثر مهما زادت الجرعة، فهي لم تنفع قطر في السابق ولن تفعها في المستقبل». ولفت إلى أن صفة «الإرهاب أصبحت تلاحق قطر في كل مكان نتيجة، دعمها وتمويلها له ونشرها التطرف»، وتابع: «كم ستتحمل الدولة هذه الصفة، ولذلك فأيام الدوحة المقبلة صعبة للغاية». وتطرق عبدالخالق إلى الرهانات القطرية الخاسرة في التعامل مع ملفات المنطقة: «قطر خسرت كثيراً، فهي راهنت على الربيع العربي، ثم على الإخوان المسلمين، ثم على إدارة باراك أوباما وتفهمه صعود الإسلام السياسي في الحكم، وكذلك التعامل مع إيران، وجميع الرهانات هذه كانت خاطئة، والآن هي تراهن على أنها ستصمد في ظل وجود الإدارة الأميركية الجديدة وترى أنها لا يعول عليها، وأنها تستمر أربع سنوات وتغادر، فهذه رؤية خاطئة». ورداً على تصريح وزير الخارجية القطري بأن بلاده تتعامل مع «جبهة النصرة» بمثابة وسيط ولا تؤيدها، قال: «من دون شك قطر ترعى وتمول جبهة النصرة، ولا يوجد دليل أكبر فضحاً من استضافة قناة الجزيرة للجولاني زعيم الجبهة، الذي لمعته الجزيرة وعرفت به، ونشرت له، وتقديم الدعم المالي والعسكري له من طريق تركيا، وكلنا تعرف أن جبهة النصرة أعلنت ولاءها للقاعدة، والآن قطر تريد أن تتبرأ من كل هذا». وراهن عبدالخالق على قوة مجلس التعاون الخليجي في حل خلافاته وتجاوزاتها مهما طالت مدة الخلاف، وقال: «قطر جزء من الخليج ومن مجلس التعاون، وأية محاولة لبتر قطر خطأ استراتيجي، لأن قطر ليست الحكومة ولا النظام ولا السياسة، وإنما هم الشعب والإخوة لنا... وفي النهاية مرت علينا خلافات كثيرة طوال ال37 عاماً، وتمكن البيت الخليجي أن يتجاوزها ويزداد قوة دوماً، وأنا على يقين بأن هذا الخلاف، مهما طال، سيبقى لحظة حزينة وينتهي».