قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن محادثات إعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة انهارت في الساعات الأولى من صباح اليوم (الجمعة) وذلك بعد جلسة ختامية عاصفة. وأضاف في مؤتمر صحافي «يؤسفني بشدة أن أبلغكم أنه على رغم الالتزام الشديد والمشاركة القوية من كل الوفود والأطراف المختلفة... اختتم مؤتمر قبرص من دون التوصل إلى اتفاق». وكان جوتيريش وصل الخميس ليحض الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسيادس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أقينجي على التوصل إلى اتفاق لإعادة توحيد الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط، بينما اتصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هاتفياً ليدعوهما إلى «اقتناص هذه الفرصة التاريخية». وكانت الأممالمتحدة أشادت بالمحادثات التي استغرقت أسبوعاً في جبال الألب السويسرية بوصفها «أفضل فرصة» للتوصل إلى اتفاق، لكنها تعثرت بعد فشل الجانبين في التغلب على العقبات النهائية. وقال ديبلوماسيون إن تركيا قدمت على ما يبدو القليل للقبارصة اليونانيين الذين يريدون انسحاب القوات التركية بالكامل من الجزيرة، على رغم تعبير القبارصة اليونانيين عن استعدادهم لتقديم تنازلات تتصل بمطالب القبارصة الأتراك الخاصة برئاسة دورية وقضايا أخرى رئيسة. وقال مصدر قريب من المفاوضات إن جوتيريش أعلن توقف المحادثات في الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي بعد جلسة حامية تعالت فيها أصوات المشاركين. وقال جوتيريش «للأسف... لم يتسن الاتفاق وتم إنهاء المؤتمر من دون احتمال الوصول إلى حل لهذه المشكلة المستمرة منذ فترة طويلة». ومضى قائلاً «هذا لا يعني أنه لا يمكن صياغة مبادرات أخرى للتعامل مع مشكلة قبرص». وامتنع عن ذكر أسباب محددة لانهيار المحادثات، لكنه قال إن هناك هوة واسعة بين الوفدين في عدد من القضايا. وحمل القبارصة اليونانيون المسؤولية عن انهيار المحادثات للقبارصة الأتراك. ومن المقرر أن يبدأ القبارصة اليونانيون التنقيب عن الغاز قبالة الجزيرة في الأسابيع المقبلة وهو ما ترفضه تركيا. وقال الناطق باسم حكومة قبرص اليونانية نيكوس كريستودوليدس إن تركيا رفضت التخلي عن حقوق التدخل في قضية قبرص أو وجود قواتها في الجزيرة. وأضاف «التطور الذي حدث اليوم ليس إيجابياً في أي حال من الأحوال لكنه ليس نهاية الطريق أيضاً».