تبدأ اليوم في مدينة هامبورغ الألمانية قمة مجموعة العشرين، وسط توتر بين أعضاء فيها وتطلّع إلى نتائج قد تثمر عنها لقاءات ثنائية ستُعقد على هامش اجتماع قادة الدول الغربية الصناعية والقوى الاقتصادية الناشئة. ويبرز في هذا الصدد لقاء سيجمع للمرة الأولى الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. وكلاهما ينتظر الفرصة منذ فترة طويلة، لكن اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية، وشبهات بتواطؤ أعضاء في حملة ترامب مع الكرملين، ستثقل أجواء المحادثات. وانتهز ترامب خطاباً ألقاه في وارسو أمس، لحضّ موسكو على وقف «سلوكها المزعزع للاستقرار» في العالم، و «دعمها أنظمة عدائية، بينها سورية وإيران»، متعهداً مواجهة «كل أشكال الاعتداء» التي تستهدف الغرب. وأعلن التزام الولاياتالمتحدة الدفاع عن حلفائها في الحلف الأطلسي، ولوّح برد «قوي» على كوريا الشمالية، بعد اختبارها صاروخاً عابراً للقارات، مستدركاً أنه لم يرسم «خطوطاً حمراً» في هذا الصدد. وعطّلت موسكو إصدار مجلس الأمن بياناً يدين بيونغيانغ، ويتعهد اتخاذ «تدابير مهمة إضافية»، لرفضها وصف الصاروخ بعابر للقارات، إذ تعتبر انه باليستي متوسط المدى (للمزيد). وتخشى مضيفة القمة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تداعيات لقائها المرتقب مع ترامب، إذ يتخذان مواقف متضاربة، لا سيّما بعد قرار واشنطن الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ ونزعتها الحمائية في التجارة الدولية. ورفضت مركل والصين دعوات إلى إصدار مجموعة العشرين، باستثناء الولاياتالمتحدة، بياناً قوياً في شأن الاحتباس الحراري، حرصاً على سياسة «الإجماع» في المجموعة. وشددت مركل على «الحاجة إلى مجتمع مفتوح، خصوصاً تدفقات التجارة المفتوحة»، مشيرة إلى «خيارات يمكن طرحها للنقاش» في شأن سياسات المناخ خلال القمة. ويُنتظر أن تؤكد أوروبا، مدعومة من الصين واليابان والهند، والقوى الأخرى الناشئة، التزاماً دولياً بتنفيذ اتفاق باريس للمناخ ودعم التجارة والعولمة «في نطاق مُنظم». وتكتسب مشاركة الصين والهند أهمية كبرى، لدى مناقشة القمة ملفات التجارة العالمية وتنافسية قطاعات صناعية، مثل الفولاذ. كما يستقطب توتر متصاعد في جنوب شرقي آسيا اهتماماً متزايداً. ويُنتظر أن تدين القمة بشدة التجارب الصاروخية والنووية التي تنفذها كوريا الشمالية. وإذا كانت الخلافات كثيرة بين أعضاء مجموعة العشرين، بحكم تفاوت المصالح الجيوسياسية، فإنها تلتقي في مواجهة أخطار الإرهاب والإجماع على تعزيز جهود، محلية وإقليمية ودولية، لتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية وانتشار الفكر المتطرف. كما تبحث قمة العشرين في أزمة تدفق الهجرة غير الشرعية التي تعبر ليبيا نحو إيطاليا التي طالبت شركاءها الأوروبيين بفتح موانئ أوروبية لتخفيف الضغط على سواحلها. واستقبلت إيطاليا حوالى 90 ألف مهاجر منذ مطلع العام، أي بزيادة نحو 30 في المئة مقارنة مع العام الماضي. وتُعقد القمة وسط استنفار أمني شديد، إذ فرضت قوات الأمن إجراءات استثنائية شلّت جزءاً من حركة المدينة في نهاية الأسبوع. وقُطعت الشوارع المؤدية إلى مجمّع المعارض في هامبورغ الذي تحوّل منطقة أمنية معزولة. وتصدّت أجهزة مكافحة الشغب لتجمّعات، تخلّلها عنف، نظمتها مجموعات فوضوية مناهضة للرأسمالية، ترفع شعار «مرحباً بكم في الجحيم».