عشية لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألمانيا اليوم، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواجهة «كل أشكال الاعتداء» التي تستهدف الغرب، وحضّ موسكو على وقف «سلوكها المزعزع للاستقرار» في العالم. لكنه لم يُدِن «تدخل» روسيا في الانتخابات الأميركية، وإن اعتبره محتملاً، مرجّحاً تدخل دول أخرى. ولوّح برد «قوي» على كوريا الشمالية، بعد اختبارها صاروخاً عابراً للقارات. تصريحات ترامب أتت خلال خطاب ألقاه في ساحة كراسينسكي التاريخية في وارسو، والتي شهدت انطلاق انتفاضة ضد الاحتلال النازي، وأثناء مؤتمر صحافي مع الرئيس البولندي أندريه دودا. ونبّه ترامب في خطابه الى أن المصالح الغربية تخضع لاختبار «الدعاية والجرائم المالية والحرب السيبيرية»، معتبراً أن ذلك يرغم «الأطلسي» على التكيّف، ومكرراً مطالبة أعضائه بإيفاء التزاماتها المالية. وأضاف أن أميركا تحب بولندا وتساعد في إبقاء أوروبا «قوية وكاملة وحرة»، متعهداً التصدي ل «كل أشكال الاعتداء» التي تستهدف الغرب. واستدرك أن «خبرة بولندا تذكّرنا بأن الدفاع عن الغرب يستند في نهاية المطاف ليس فقط الى الامكانات، بل أيضاً الى عزيمة شعبه». وأعلن في شكل لا لبس فيه أن الولاياتالمتحدة تقف «بقوة وراء المادة 5» من ميثاق «الأطلسي»، والتي تلزم الولاياتالمتحدة الدفاع عن الدول الأعضاء في الحلف، اذا تعرّضت للهجوم. وكان ترامب رفض تأكيد هذا الالتزام، خلال جولة في أوروبا في أيار (مايو) الماضي، مثيراً استياء حلفاء الولاياتالمتحدة. وحضّ الرئيس الأميركي روسيا على وقف «نشاطاتها المزعزعة للاستقرار، في أوكرانيا وأماكن أخرى، ودعمها أنظمة عدائية، بينها سورية وإيران، والانضمام الى مجتمع الدول المسؤولة في كفاحنا ضد اعداء مشتركين والدفاع عن الحضارة». وتطرّق الى اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية، بقوله: «أعتقد بأن روسيا ربما تكون (تدخلت)، وأعتقد بأن دولاً أخرى ربما (تدخلت). لا استطيع التحديد. ولكنني اعتقد بأن كثيرين تدخلوا». واستدرك: «في الحقيقة لا أحد يعلم، ولا أحد يعرف بالتأكيد». ورأى ترامب أن بيونغيانغ تشكّل «تهديداً، وسنواجهه بكل قوة». وأضاف أنه يدرس اتخاذ «إجراءات صارمة» ضدها، وزاد في إشارة الى الكوريين الشماليين: «يتصرّفون في طريقة خطرة جداً، ويجب فعل شيء. هناك تبعات لسلوكهم السيء جداً». واستدرك أنه لم يرسم «خطوطاً حمراً». وأعلن وزير الدفاع البولندي أنتوني ماتشيريفيتش توقيع مذكرة تفاهم توافق بموجبها واشنطن على بيع وارسو «أحدث نسخة من صواريخ باتريوت». وقبِل ترامب دعوة وجّهها رئيس سلوفينيا بوروت باهور لزيارة بلاده، علماً أن زوجة الرئيس الأميركي ميلانيا من سلوفينيا. في موسكو، أسِف ناطق باسم الكرملين لعدم وجود تفاهم بين روسياوالولاياتالمتحدة، في شأن التوقعات لمستقبل علاقات البلدين. وتابع: «هذا سبب انتظارنا لأول اجتماع بين الرئيسين، سيتمكنان من تبادل الأفكار شخصياً في شأن أبرز الملفات. والأهم أن الفرصة ستُتاح لهما أخيراً لمعرفة وتفهّم النهج الحقيقي لكل منهما، في شأن العلاقات الثنائية، لا النهج الذي تبثه وسائل الإعلام».