أفاد بيان رئاسي سوري ان الرئيس بشار الاسد بحث مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي امس في «الجهود المبذولة لإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها دول المنطقة وأهمية أن تكون نابعة من داخل هذه الدول وفق مصالح شعوبها بما يساهم في الحفاظ على أمنها واستقرارها». وكان الأسد استقبل صالحي في مدينة حلب شمالي البلاد بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد البيان ان اللقاء تضمن ايضاً «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق توطيدها وتعزيز التعاون بينهما، خصوصاً في المجال العلمي والتقني وسبل التكامل والتفاعل بين بلدان المنطقة، بما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها ويساعد على خلق فضاء اقتصادي مشترك». كما جرت في اللقاء مناقشة الوضع في العراق، اذ عبّر الأسد وصالحي عن «ارتياحهما لوجود حكومة توافقية». وأشار البيان الى أنهما «أكدا أهمية توسيع الحوار ليشمل كافة الأطياف العراقية». كما التقى الأسد في حلب وزير الخارجية الأرجنتيني هيكتور تيمرمان بحضور المعلم والدكتورة شعبان، وجرى بحث «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها، خصوصاً في المجالين الاقتصادي والعلمي وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، خصوصاً في ظل التفاعل الثقافي والاجتماعي بين سورية والأرجنتين بسبب وجود جالية سورية كبيرة وفاعلة هناك». وكان الأسد زار الارجنتين في تموز (يوليو) الماضي ضمن جولة شملت اربع دول في اميركا الجنوبية. وأشار بيان رئاسي الى ان اللقاء تناول «عملية السلام المتوقفة بسبب السياسات الإسرائيلية وفشل الإدارة الأميركية في الضغط على إسرائيل للانصياع للشرعية الدولية». وجرى استعراض الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اذ أعرب الرئيس الأسد عن «تقديره الكبير لمواقف دول أميركا اللاتينية والجنوبية تجاه قيام دولة فلسطينية مستقلة ومواقفها من القضايا العربية عموماً». وتناول اللقاء ايضاً «الاستعدادات الجارية للقمة العربية - اللاتينية المقبلة في بيرو وسبل خروجها بنتائج عملية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقتين وزيادة التنسيق بينهما في المحافل الدولية، خصوصاً أن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع شعوب المنطقتين والعديد من المصالح الاقتصادية التي يمكن تحقيقها». وكان المعلم استقبل صالحي في مبنى وزارة الخارجية في دمشق فور وصول الوزير الإيراني الى العاصمة السورية مساء اول من امس. وأفادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) ان اللقاء الذي حضره معاون وزير الخارجية السوري احمد عرنوس، تناول «العلاقات الثنائية المتميزة بين سورية وإيران وتوسيع آفاقها، اذ جرى استعراض شامل لتطور العلاقات بين البلدين وأهمية تنسيق المواقف والرؤى المستقبلية بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين»، مشيرة الى ان وجهات النظر كانت «متفقة على المسائل الاقليمية والدولية، وأكد الجانبان أهمية التنسيق بين البلدين حيالها»، وان المعلم سمع من صالحي «عرضاً لنتائج اجتماعات اسطنبول بين مجموعة الدول الست وإيران» إزاء الملف النووي السلمي الايراني. وبعد لقائه المعلم، اقام صالحي في مبنى السفارة الايرانية في دمشق مأدبة عشاء عمل مع قادة ثلاثة من الفصائل الفلسطينية حضرها رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق ونائب الامين العام ل «الجهاد الاسلامي» زياد نخالة والأمين العام ل «الشعبية - القيادة العامة» احمد جبريل ومساعديه. ونقلت «وكالة الانباء الايرانية» (ارنا) عن صالحي تأكيده للحاضرين ان «المستقبل سيكون لصالح المقاومة»، لافتاً الى ان «ابواب انتصارات الشعوب فتحت منذ القرن الماضي عبر تبني نهج المقاومة والصمود». وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان صالحي التقى مشعل وباقي المدعوين لفترة قصيرة قبل عشاء العمل، وانه جدد دعم ايران القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، كما أطلعهم على نتائج المحادثات مع «مجموعة خمسة زائد واحد» في اسطنبول ازاء الملف النووي السلمي. وأكد تمسك بلاده بحقوقها بامتلاك الطاقة السلمية، متوقعاً حصول جولات تفاوضية اخرى. وتأتي زيارة صالحي ضمن سلسلة من الزيارات تشهدها دمشق في هذه الايام، وتشمل وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الاربعاء والخميس المقبلين، والسناتور الاميركي جون كيري بداية الاسبوع المقبل. وأفادت السفارة الاوروبية في دمشق امس، ان المفوض الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع ستيفان فوله سيجري اليوم محادثات مع نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري والمعلم ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عامر حسني لطفي ل «مناقشة العلاقات والتعاون بين سورية والاتحاد الأوروبي». ونقلت السفارة عن فوله قوله في بيان تسلم مكتب «الحياة» نسخة منه: «أدرك الدور المهم الذي تؤديه سورية في المنطقة، وأتطلّع قدماً إلى القيام بزيارتي الرسمية الأولى لدمشق وإلى إجراء محادثات مثمرة مع الحكومة السورية»، لافتاً الى ان زيارته ستعطي «فرصة لإجراء نقاش مع الحكومة السورية في شأن رؤية مشتركة للعلاقات الأوروبية - السورية على المديين المتوسط والبعيد». ويبدأ اليوم رئيس «الجمعية الوطنية» الفرنسي برنار أكوييه زيارة لسورية على رأس وفد برلماني تستمر ثلاثة ايام، ويجري خلالها محادثات مع المسؤولين السوريين.