تريثت حركة «حماس» في اصدار موقف رسمي مما ورد في الوثائق التي نشرتها قناة «الجزيرة» عن المفاوضات مع اسرائيل، في وقت التزمت بقية فصائل منظمة التحرير الصمت حتى تتجاوز، على ما يبدو، آثار المفاجأة المعروفة في أروقتها المغلقة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور صلاح البردويل في تصريح ل «الحياة»، إن الحركة «تدرس باستفاضة» هذه الوثائق، و«سنصدر موقفاً نهائياً» في شأنها. واعتبر أن هذا الطريق «سيقود الى كوارث»، مشدداً على أنه في ما يتعلق بالمفاوضات، «تم استثناء رأي الشعب الفلسطيني». وقال إن الرئيس الراحل ياسر عرفات «دفع حياته ثمناً» لما طرحته اسرائيل في شأن الحل لمدينة القدسالمحتلة. ودعا الرئيس محمود عباس الى «القول بصراحة أن هذه الوثائق غير صحيحة، وأن يحدد موقفه منها ويعلن حدود المفاوضات، بدلاً من أن يخدع ويقول إنه لا يتنازل عن القدس واللاجئين وكل الأراضي». لكن أقسى ردود الفعل جاء من النائب عن «حماس» في المجلس التشريعي يحيى العبادسة (موسى)، الذي دعا الى «ثورة شعبية للإطاحة بالسلطة ورئيسها على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ومحاكمتهم في محاكم شعبية ورسمية على تضييعه الحقوق والثوابت وتنازله وتخاذله وتعاونه مع الاحتلال في ضرب المقاومة واستبداده وقمعه للفلسطينيين». من جهته، وصف النائب عن «حماس» إسماعيل الأشقر السلطة والفريق المفاوض بأنهم «مجموعة من اللصوص السياسيين الذين تتقاطع مصالحهم الشخصية مع أجندة الاحتلال». وأضاف أن «هذه الوثائق تثبت مدى تورط السلطة مع الاحتلال الصهيوني في التآمر على الشعب الفلسطيني ومدى تهاون هذا الفريق في الثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني». وطالب ب «تقديم هؤلاء لمحاكمات شعبية ومحاكمات قانونية كمجرمين ومفرطين في الحقوق الشعب الفلسطينية». وأوضح أن «تبرير عباس بأنه وضع الأنظمة العربية في صورة المفاوضات والحوارات مع الاحتلال وأميركا لا يعفيهم أبداً عن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بالتواطؤ مع الاحتلال وبتفريطهم بالثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني». واعتبر أن «هذا دليل إدانة آخر لعباس، لأنه يتواطأ مع ما يسمى بالأنظمة التي تسير في التسوية السياسية التي فرطت وذهبت بالقضية الفلسطينية، وأدت الى انهيارات كبيرة جداً فيها، وفي المقابل رسخت أقدام الكيان الصهيوني، والشعب الفلسطيني لم يفوضهم التفاوض عنه في الثوابت». من جانبها، رأت حركة «الجهاد الإسلامي» أن هذه الوثائق «كشفت عن تراكم الخيبة والفشل والزيف الذي مارسته السلطة على مدار سنوات طويلة من إدارة وظيفية لملفات تتعلق بثوابت شعبنا وترتبط بعقيدة الأمة وتاريخها». وطالبت في بيان ب «تحرك فلسطيني وعربي وإسلامي لمواجهة هذا الكم الهائل من التآمر، ومواجهة خطر يتعلق بتنفيذ الاحتلال لمخططات خطيرة مهدت لها هذه المفاوضات البائسة». وشككت في «مشروعية وجود السلطة، وحق التمثيل الباطل لهذه المجموعة».