حذر رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتور عبد الرحمن العنزي، من خطورة الاعتقاد السائد، بان الجلطات لا تصيب إلا الكبار، مؤكداً إمكان إصابة الأطفال بها، وبخاصة من تقل أعمارهم عن سنتين. وقال: «إن تشخيص الأطباء قد يكشف تعرضهم إلى الإصابة بالجلطات والنزيف»، مضيفاً أن «عدم التشخيص السليم للحالات يعتبر مشكلة كبيرة». ولفت إلى أن هناك «أسباباً عدة تعرض الأطفال إلى الجلطات، وهي معروفة علمياً وطرق علاجها موجودة»، مؤكداً ضرورة «علاج الطفل المصاب في وقت مبكر، ليستطيع ممارسة حياته في شكل طبيعي». وشارك العنزي، في ندوة وورشة عمل الدورة الأولى للجمعية العالمية لجراحة أعصاب الأطفال في المملكة والخليج، والندوة السنوية الثالثة بعنوان «آفاق جراحة المخ والأعصاب»، التي عقدت في جامعة الدمام أول من أمس، وتختتم أعمالها اليوم. وأشار في ورقة قدمها إلى أهم أسباب التشوهات الخلقية في الأوعية الدموية، وبعض أمراض الدم وانسداد الشرايين الدموية للمخ، مبيناً ان هناك «شعيرات رفيعة تغذي المخ، وهي غير قابلة لحمل الدم بكميات كبيرة فتنفجر»، لافتاً إلى ضرورة «توجيه رسالة للأطباء بأن يكونوا على علم، بان الأطفال قد يتعرضون إلى جلطات، وأن نتائج علاجها مطمئنة، وتم تطبيقها على بعض الحالات. وقد عولج كثير من الحالات المصابة في المستشفى الجامعي، وفاقت نسبة النجاح 80 في المئة»، لافتاً إلى أن الحالات التي تصل إلى المستشفى «قليلة مقارنة في النسب العالمية». وعزا ذلك إلى «قلة الوعي بوجود هذه الأمراض»، مشدداً على أهمية «تعرف الطبيب على المشكلة قبل التشخيص». وأكد أن نتائج الأطفال «أوفر حظاً في العلاج من الكبار، لإمكان السيطرة على ما يصيب الطفل في وقت مبكر، ما تنتج عنه معرفة الطبيب للأسباب وتداركها وعلاجها بالشكل المطلوب». وأشار إلى أنه كان لديه اعتقاد سائد بأنه «من الصعب أو المستحيل علاج تلك الأمراض جراحياً. إلا أن هذا الاعتقاد تغير حالياً، وبخاصة بعد استحداث طرق علاجية حديثة، تتضمن طرقاً جراحية إضافة للإشعاع». وتطرق المشاركون في اليوم الثاني من الندوة، إلى عدد من الجوانب المهمة، مثل: علاج الأورام في المخ والأوعية الدموية، ومشكلات النزيف والجلطات في المخ، وأماكن الأورام عند الأطفال وطرق علاجها، واستحداث طرق حديثة في علاجها بالنسبة للأطفال.