يرى رئيس تحرير «روزاليوسف» المصرية عبدالله كمال ان المجلة التي دخلت عامها السادس والثمانين قبل أسابيع، تدفع ثمن مواقفها التنويرية وانتقاداتها لإيران وجماعات التطرف الاقليمية والمحلية. وفيما تثير المجلة السياسية الشهيرة كثيراً من الجدل الذي تصاعد مع إصدارها صحيفة يومية بالاسم ذاته عام 2005، فإن رئيس تحريرها يرى ذلك علامة إيجابية. ويؤكد أن «روزاليوسف» تتمتع بالاستقلالية عن مواقف الحكومة، فضلاً عن كونها الصحيفة «الأكثر تأثيراً في مصر، بغض النظر عن كل ما يقال عنها». ويرد كمال على القائلين إنها محدودة التوزيع، وانها «صوت الحزب الوطني الحاكم»، قائلاً ان ذلك مرده الى «تفرّد المجلة بأخبار ومعلومات الحزب الحاكم وأمانة السياسات بفضل شبكة العلاقات الواسعة التي تنسجها المجلة داخل الحزب، اعتماداً على عضويتي فيه»، معتبراً ان فريق الصحيفة يغطي أيضاً نشاطات كل الأحزاب المصرية الأخرى. ويعزو كمال العداء الذي يكنه كثر للمجلة إلى أنها «لا تسكت»، مشيراً إلى أنها «تنتقد أيضاً الحكومة بكل قسوة»، مضيفاً: «أنا من وصفت الحكومة الحالية بأنها «حكومة الأيدي الناعمة»، ونشرت غلافاً لرئيس الوزراء يبدو فيه غير قادر على إبصار المجتمع، ويمسك بعصا يتخبط بها في الطريق». وينفي كمال اتهام المجلة بأنها «منشور حكومي»، قائلاً: «لا نعبر عن الحكومة، ولا نصفق لها». لكن كيف يفسّر مهاجمة المجلة الدائمة لمعارضي الحكم في البلاد؟ يجيب: «لنفرق أولاً بين مواقفي ككاتب، وسياسة تحرير الجريدة. بين الرأي الذي هو ملك لكاتبه والخبر الذي هو ملك للقارئ»، معتبراً ان جزءاً من الدور التاريخي ل «روزاليوسف» هو قدرتها على إثارة الجدل الموضوعي. «أنا لا أهاجم المعارضين بل أناقش مواقفهم، مستخدماً منهج «انظر من يتكلم». فهناك فصيل من المعارضة يرفض وجود موقف مناقض معلن لكاتب مثلي. يريدون من الجميع أن يردّدوا ما يدعون. أنا أناقضهم وأرى أن مصر تعيش حراكاً، ومستقبلها مستقر، فيما يبشرون هم بثورة. وأنا أرفض هذا التشخيص وأكتب ذلك». في المقابل، يصرّ كمال على إخفاء رقم توزيع «روزاليوسف» بحجة ان «أرقام التوزيع تخص المطبوعة» وحدها. ويوضح: «نحن لا نعتمد إجمالاً على طريقة البيع على الرصيف، كما تفعل سائر الصحف المصرية. نبيع على الرصيف جزءاً من المطبوع، ولكننا نهتم باتساع رقعة الاشتراكات، وطرق التوزيع الأحدث والمتبعة في الخليج وأوروبا... وغيرها». لكن ماذا عن المعلومات التي تؤكد أن مؤسسة «روزاليوسف» واقعة تحت ديون كبيرة؟ يقول كمال: «المؤسسات القومية في مصر تعاني مشكلة ديون تاريخية سبقت وصولنا إلى مناصبنا. ويُحسب لزميلي رئيس مجلس الإدارة كرم جبر أن المؤسسة تمول ذاتها بذاتها. فهي لا تتلقى دعماً من دول أجنبية أو حكومات، فضلاً عن كوننا لا نتلقى قرشاً واحداً من الحكومة المصرية». ورداً على المعارضين القائلين انه طالما كانت «روزاليوسف» ملكاً للشعب، فإن هذا يعطي الحق لكل الناس بأن يعبروا عن آرائهم فيها، يجيب: «هذا كلام ظاهره حق، ولكنه ضد المهنيّة. نحن مملوكون لمجلس الشورى مثل كل الصحف القومية بحكم الدستور. دافع الضرائب على عيني وراسي، ولكن هذا لا يعطي الحق لأي عابر في الشارع لأن يقول إن من حقه أن يدير المطبوعة في صورتها الأسبوعية أو اليومية. لديّ جمعية عمومية تحاسبني، وقارئ يصوّت على مواقفي يومياً وأسبوعياً. لا توجد صحيفة تحترم نفسها يمكن أن تتيح الفرصة لكل الآراء، وإلا فإنها تتحول إلى «هايد بارك». والساحة في مصر فيها كثير من المنابر». ويبرر تجاهل الصحيفة صوت المعارضة قائلاً: «المعارضة تعبر عن نفسها من خلال الحوار والتصريح والخبر. ننقل كل نشاطاتها. كل التيارات تجد أخبارها. نحن نختار الكتاب على أساس مهنيتهم وقدرتهم على طرح الأفكار التي يعبرون عنها بغض النظر عن توجهاتهم. وفي «روزاليوسف» اليومية والأسبوعية فريق من أفضل الكتاب على المستويين المصري والعربي».