تحدث الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل عن «ضغوط مسلحة مباشرة على بعض القوى خلال الاستشارات النيابية من أجل الانقلاب على الديموقراطية»، مشيراً بذلك إلى التجمعات التي سجلت في بيروت وبعض المناطق الأخرى قبل أيام. وقال إن هدفها كان «التأثير على الرئيس اللبناني والنواب من أجل توجيه الاستشارات في شأن تكليف رئيس للحكومة باتجاه محدد». وكشف عن «تهديدات مباشرة للنواب لدفعهم لتسمية مرشحين معينين، وهو ما يدل على خطورة الانقلاب الذي يحدث في لبنان ضد الديموقراطية والمسيرة السياسية”. وجاءت مواقف الجميل الذي زار القاهرة أمس، والتقى الرئيس المصري حسني مبارك، في وقت أكدت مصر وفرنسا ضرورة قيام المحكمة الدولية بدورها من أجل الحفاظ على استقرار اللبنانيين. وبحث الجميل مع مبارك ومع وزيرة خارجية فرنسا ميشيل أليو ماري التي التقاها لاحقاً في الشأن اللبناني، وهي قالت في مؤتمر صحافي مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط إن محادثاتها مع الرئيس مبارك تناولت «التطورات على الساحة اللبنانية واتفقت وجهات نظر الجانبين على ضرورة أن تقوم السلطات الدستورية اللبنانية بعملية إعادة البناء وإحلال الاستقرار في لبنان، وأن يسمح اللبنانيون بقيام المحكمة الدولية بدورها من أجل ضمان وحدة اللبنانيين واستقرارهم». وقال الجميل إن اللبنانيين يقدرون الجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس مبارك من أجل دعم الاستقرار في لبنان وكل الجهود التي بذلتها مصر من أجل الوفاق والاستقرار، مشيراً إلى أنه استعرض مع الرئيس المصري الوضع العام في لبنان ولا سيما المستجدات بعد استقالة حكومة سعد الحريري والى أنه كان هناك توافق تام في الرؤى حول خطورة الوضع في لبنان وضرورة تعزيز المؤسسات، لتلعب دورها الكامل من أجل انتزاع لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه». قال: «إن كل ما نسعى إليه هو تعزيز الوفاق الحقيقي اللبناني - اللبناني بمعزل عن أي اختراقات أو تدخلات من الخارج وهدفنا دعم الدولة اللبنانية ووضع حد لمنطق الدويلات أو كل ما يعيق مسيرة المؤسسات الوطنية من خلال التدخلات الخارجية التي من شأنها تعطيل دور لبنان في محيطه وفي العالم». وعن مصير لبنان في ظل الأزمة الحالية، قال الجميل: «لبنان يواجه تدخلات وتأثيرات خارجية تعرقل المسار الديموقراطي بشكل عام، وهناك فريق في لبنان يعمل من أجل الديموقراطية ويحترم المؤسسات ومشروعه هو تقوية الدولة اللبنانية وهو يواجه، لسوء الحظ، فريقاً آخر يعتمد على السلاح كعنصر أساسي في اللعبة السياسية الداخلية، وهذا من شأنه تعطيل المنطق الديموقراطي». وعن رؤية مبارك لحل المشكلة اللبنانية، قال الجميل إن الرئيس مبارك أكد «دعمه المطلق للديموقراطية في لبنان واحترام الدولة اللبنانية وضرورة انتظام الديموقراطية، بمعزل عن لغة السلاح والضغط غير الديموقراطي». واعتبر الجميل أن «ما يعيشه لبنان الآن انقلاب زاحف بدأ بخطوات عدة من قبل قوى سياسية مدعومة بقوة السلاح غير الشرعي، وهو ما يؤدي إلى انقلاب على المؤسسات الدستورية ويفرض منطق السلاح والفريق المسلح على حساب القوى التي تؤمن بالديموقراطية والحرية وتعتبر أنه لا يجوز أن يبقى على الساحة اللبنانية سوى السلاح الشرعي بيد قوة الجيش والأمن الداخلي». ولفت الى أن «التحركات الحالية التي نقوم بها سواء في مصر أم في بعض الدول الأخرى تهدف إلى توضيح حقيقة المشكلة اللبنانية ولبنان في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي وكل أصدقائه حتى يواجه هذا الانقلاب الذي يحاول بعضهم فرضه علينا». وإذ لفت الى أن الوضع في لبنان «غير طبيعي»، شدد على «أن الفشل ممنوع وعلينا أن نسعى الى تعبئة كل الدول الصديقة للبنان من أجل مساعدة لبنان وشعبه وحرية الفرد اللبناني». والتقى الجميل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وشيخ الأزهر أحمد الطيب.