في يوم الثلاثاء 26 أيار(مايو) 2009 ذكرت جريدة «الرياض» في ملحقها الاقتصادي أن مخزون الأغذية المستورد بأسعار مرتفعة قد بدأ بالتلاشي، وتحت هذا الخبر الظريف، جاء المانشت المفرح: انخفاضات جديدة في تسعيرة السلع التموينية خلال 60 يوماً! ولك عزيزي القارئ أن تضع ألف علامة تعجب من هذه المدة. إنهم يقولون إنهم سينتظرون60 يوماً ليقرروا تخفيض السلع التي انخفضت في كل دول العالم منذ فترة طويلة ومتعبة لجيوب المستهلكين بكسر الكاف، المستهلكين بفتح التاء، في وطننا الحنون على تجارنا الذين لا يحملون الحنان نفسه تجاه الوارد ذكرهم قبل. فقد قرر أولئك التجار أن يحصلوا على بقية القروش التي بقيت في جيوب أولئك المستهلكين الذين بقوا يصارعون الغلاء من دون أن يرفع يده بالسلام... إنهم يلاحقون ارتفاع الأسعار بكل الطرق وفي كل الأوقات ويطلبون معرفة اتجاهاتها، التي يرون دائماً أنها ترتفع ولكن هذه الأسعار العنيدة أبداً لا تتجه للنزول في اتجاه المستهلك... وإن اتجهت للنزول فدائماً هناك متسع من الوقت ليخبرونا أن: 70 في المئة من السلع الاستهلاكية الغذائية مستورد، وهذا يعني وجود دورة إنتاجية لدى المصدر أو المنشأ ودورة تخزينية ثم فترة استيراد وتخزين وتوزيع لدى الموردين، ولا يمكن أن تنعكس انخفاضات الأسعار لدى بلد مستورد بوتيرة انخفاضها نفسها في بلد المصدر أو المنشأ! ويطلبون من المستهلك ألا يقسوا عليهم! فهم يقولون يجب أن يراعي المستهلك أن هناك ما يسمى بمتوسط سعر الكلفة، وهذا المتوسط ينخفض تدريجياً كلما انخفض المخزون ذو الكلفة المرتفعة! تجارنا الأعزاء يقولون وهم يفعلون، ولكن المستهلك يقول إن حماية المستهلك لا تقول شيئاً ولا تفعل شيئاً، إنها المتفرج الذي لا يشجع فريقه لأنه يراه مهزوماً دائماً! ولأن ذلك المشجع وأعني به حماية المستهلك، فإنني أنصح الإخوة والأخوات الذين يقرأون هذه الحروف أن يتمتعوا بالصبر وألا يفكروا بشراء سيارة أو فرن جديد وأن يكفوا عن وضع أطباق الأرز على الطاولة، بل يكتفوا ببعض الساندويتشات التي يجب أن يقللوا ما بها من أجبان مستوردة ويكتفوا بالخس والنعناع، أو بعض الزنجبيل إذا أرادوا، لقد حسم التجار أمرهم وقرروا بألا يخفضوا الأسعار إلا بعد أن يبيعوا كل المخزون في مستودعاتهم، واتضح أنه كثير مع الأسف الشديد، وهذا الأسف يخص المستهلك الصابر أما أخونا التاجر الحصيف، فإنني أهنئه على سرعته في تخزين المواد المعفاة مما يخفضها، لأنه أبداً لم ولن يخسر، وبخاصة أن لديه حماية المستهلك، التي لا تألوا جهداً في التشجيع الصامت! [email protected]