بات خبر إقامة حفلة فنية في المدن السعودية يمر مروراً عابراً من دون أن يحفل بأي نقاش، بعد أن كان يلهب الشارع السعودي بنقاشات واسعة تنقله إلى مرحلة «الترند» في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أسهمت الحفلات الغنائية المتتالية التي استضافتها مدن السعودية الكبرى في أن تروي عطش الجمهور السعودي الفني، الذي تابع فناني الصف الأول في الخليج الذين أحيوا ليالي عيد الفطر المبارك للمرة الأولى، أمام جمهور لطالما غابت عنه هذه الحفلات. وأغرت تربة السعودية الخصبة من الجماهير الذواقة للفن، الكثير من مطربي الخليج لنيل نصيبهم من كعكة «عودة الحفلات الغنائية» في السعودية، حتى إن الرياضوجدة كانتا انطلاقتهم الفنية في موسم «العيد»، بعد أن كانت دبي ومدن خليجية أخرى تحظى بهذه الانطلاقة، التي كانت تجبر الجمهور السعودي على قطع آلاف الكيلومترات لملاحقة مطربيه المفضلين، فضلاً عن أنها تساهم في استقطاب جمهور من دول الخليج لحضور حفلات نجومه المفضلين. وأحيا عدد من الفنانين حفلات غنائية في العيد، إذ شدا الفنان محمد عبده والمطرب الكويتي عبدالله الرويشد في حفلة غنائية ثالث أيام العيد في جدة، وتبعهما الفنان عبادي الجوهر والفنان رابح صقر في المدينة ذاتها، بينما أحيا الفنان فؤاد عبدالواحد حفلة جماهرية في مدينة الرياض ليل أول من أمس بمركز الملك فهد الثقافي، بمشاركة الفنان حسين الجسمي ومن تنظيم شركة «روتانا»، التي بدأت بطرح التذاكر أمام الجمهور بمختلف الفئات قبل الحفلة بوقت طويل. وتعود أيضاً حفلات ليالي أبها الغنائية على مسرح المفتاحة الشهير ضمن مهرجان «أبها يجمعنا 1438»، الذي يأتي مواكباً لاحتفالات المدينة بلقب عاصمة السياحة العربية 2017، بمشاركة تسعة من كبار فناني السعودية والخليج. الأمسيات الغنائية خلقت نافذة اتصال مهمة للفنانين السعوديين والخليجيين بشكل عام مع جماهيرهم وعشاقهم، ومنحت الجمهور ليالي ترفيهية لا تنسى، بعد تعطش دام طويلاً إثر انقطاعها، فيما شكَّل تأسيس هيئة الترفيه، التي وجدت أمامها تاريخاً فنياً كبيراً زاخراً بالحفلات الغنائية، التي شارك فيها جميع نجوم الأغنية السعودية، نافذة مشرعة لتحمل عبء إعادة حفلات الطرب.