اجتازت لصقة حاقنة للقاح الإنفلونزا «غير مؤلمة» اختبارات سلامة مهمة في أول تجربة على البشر. وعلى الجانب اللاصق منها، تحتوي اللصقة على 100 إبرة شبيهة بالشعر تخترق سطح الجلد. وتتميز اللصقة الجديدة بسهولة الاستخدام، بحيث يمكن الناس لصقها بأنفسهم. ومن شأن سهولة الاستخدام أن تساعد على تحصين المزيد من الأشخاص ضد الإنفلونزا، وبينهم أولئك الذين يخافون من الحقن، وفق ما قال خبراء لدورية «لانسيت» الطبية. وعلى عكس لقاح الإنفلونزا التقليدي، لا تحتاج اللصقة إلى حفظها داخل الثلاجة، وهو ما يعني أن الصيدليات ستتمكن بكل سهولة من تخزينها على الأرفف كي يشتريها الناس. وقال المتطوعون الذين جربوا اللصقة إنهم يفضلونها عن الحقن بالإبر التقليدية. وتقدم اللصقة المناعة ذاتها التي يوفرها اللقاح التقليدي، لكن من دون الشعور بالألم، وفق ما قال معدو المنتج الجديد من جامعة إيموري بولاية جورجيا الأميركية ومعهد جورجيا للتكنولوجيا، الممول من المعهد الأميركي للصحة الوطنية. وتخز مجموعة الإبر المجهرية أعلى طبقات الجلد، بينما تدخل حقن الإنفلونزا التقليدية عبر العضلات. وقال كبير الباحثين، مارك براوسنيتز: «إذا وضعت اللصقة تحت المجهر ما ستراه هو إبر صغيرة للغاية». وأجرى الفريق العلمي اختبارات على اللصقة إلى جانب حقن الإنفلونزا التقليدية. وحقن بعض المتطوعين من إجمالي 100 متطوع بالحقن التقليدية في الذراع، بينما وضع آخرون لصقة الإبر المجهرية على رسغهم لمدة 20 دقيقة. وقال معظم المتطوعين إن استخدام اللصقة لم يكن مؤلماً، غير أن البعض واجه أعراضاً جانبية بسيطة، مثل احمرار المنطقة التي وضعت اللصقة عليها وحكة ونوع من الحساسية. وتحسنت هذه الآثار من تلقاء نفسها خلال أيام. ويقول خبراء إن اللصقة الجديدة من شأنها أن تحدث ثورة في وسائل حقن لقاحات الإنفلونزا وغيرها من اللقاحات، على رغم الحاجة إلى إجراء مزيد من الاختبارات السريرية خلال السنوات المقبلة للموافقة على استخدام اللصقة على نطاق واسع. وقالت نادين روفايل من جامعة إيموري «يتعين علينا التخطيط لأخذ اللقاح في المنزل وفي أماكن العمل، وحتى توزيعه عبر البريد». ويمكن التخلص من اللصقة بإلقائها في سلة المهملات بعد استخدامها لأن الإبر المجهرية ستتحلل من تلقاء نفسها. ومن الممكن أن يكون تداول اللصقة مناسباً للغاية في الدول النامية وذلك نظراً لإمكان تخزينها بكل أمان لمدة تصل إلى عام دون وضعها في الثلاجة.