أريد أن أتنفس بعمق وأغمض عيني، ومن فضلك اتركني أحل، أتركني لأصدق بوجود الجني بيننا وأحلم بأنه طلع لي من قمقمه وقال: شبيك لبيك عبدك بين يديك! فماذا ستطلبين؟ بيت وسيارة ودفتر شيكات؟ وإن صدقتني أم لم تصدقني سأطلب منه أن يعطيني أملاً! أريد الأمل قبل وبعد كل شيء وان الدنيا لسه بخير، وسأترجاه من كل قلبي أن يعيد الأمل إلي بعدما زاد عندي حس السخرية والنقد اللاذع والشعور بالخيبة، حتى ظننت أنني خايبة وكل من أعرفه أو لا أعرفه خايب. يا حبيبتي! شيء ما حلو أشعر به، وأنا مثلك أحب الحلو والزين يا زين، والحلو لا يأتي إلا عند الحلو، والحلو لا بد أن يتأمل في أشياء حلوة، فالمثل الصيني يقول لك: احذر ما تتمناه لأنه سيتحقق بالتأكيد. مؤكد أن أفكاري بشعة بعد أن قاومت وقاومت، إلا أنني غرقت في شبر التشاؤم والسوداوية وصرت أشتكي من الحلوة والمرة وبفائدة ومن دون فائدة. حتى دعاء المطر أن يعم بنفعه العباد، أستغفرك يا ربي لم أعد أدعو برحمة المطر من قلبي، وكأن كل مطر فيضان، وكل درجة حرارة عالية احتباس حراري! وقس على ذلك أغلب مناحي الحياة والبلدان من بغداد إلى الصين. شيء بشع وتشوه فكري! لذا فأنا في حاجة إلى الأمل والتفاؤل، وبأن معجزة حلوة ستحدث في كل لحظة وستعيد الابتسامات إلى كل الوجوه، ولن أخص بالذكر الوجوه العربية، لن أكون في هذا الموضوع شعوبية لن أكون، بل إنسانية. الابتسامة لكل خلق الله، وهذا ليس لأني شاطرة ومحبة وحبوبة وصفقوا لي، بل العكس، لأنني في منتهى الأنانية، ولأنني أعرف جيداً أنه إذا ابتسم وجه لي فإنني سأبتسم، وإذا استرزق جاري فانني الرابحة، لأنني لو جاورت العطار سينوبني من عطره. لذا علي أن أكف عن أنانيتي وفرديتي، فهذا العالم لن يفرح ولن يستوي إلا إذا عمت الفائدة على الجميع، فلأبدأ بالتمنيات للجميع قبل الفائدة لي فقط لا غير! من هنا أريد أن أتأمل أغنياء العالم وهم يتبرعون للفقراء، ولن يموت طفل من المجاعة، ولن تباع بنت في سوق النخاسة، ولن يضيع شاب في عالم المخدرات والإرهاب، ولن يقتل مسلم نصرانياً وفي المقابل لن يقتل نصراني مسلماً. أتأمل أن نكف عن التوترات الدينية والمذهبية، أن ندع الخلق للخالق، وأن نحب ونحترم إنسانيتنا، فلا نسمع مثلاً عن العنف الأسري، ولا أي نوع من التعنيف والتهميش، فحتى المرأة لو أراد الرجل أن تحبه وتتمسك به عليه أن يحترم حقوقها ويضيف معنى إلى حياتها، وإلا فهي لن تحبه ولو خشخش بكل ذهب العالم على رجليها. ولأنني أريد حباً يعمر هذا الكون ولننقل أفكارنا إلى بعضنا، فأنا في حاجة حب يهز كل فؤاد، ففي الحب نجد التسامح والغفران والصفح والتعالي على الجروح والصغائر، إلا أننا قاعدين في حلق بعض. وهذا يجرنا إلى التمييز والتهويل والنذالة وتغييب المعايير الأخلاقية والبشاعة والقطيعة، التي تقطعنا قبل ما نقطع بعضنا. يعني سأسألك: هل مر على بالك عمل ناجح غاب عنه الأمل وبالتالي غابت عنه المحبة؟ أبداً ما مر! كل عمل ناجح فيه نزاهة ونظافة يد وضمير ونظام، فإلى متى الفوضى والتسيب والكسل وبالتالي انعدام الذوق واللياقة؟ إلى متى الشللية والمحاباة والنفاق؟ خلاص لا أريد أن أفكر في هذه الطريقة، أريد أن أتأمل نفسي وكل من حولي كبير وراق في تصرفاته ولا يريد المشاجرة تحت ذرائع مختلفة، فأنا محتاجة جداً إلى السلام الداخلي في نفسي حتى يعم علي الخارجي لتأتي الحماية والأمان لكل إنسان، وهذا لن يأتي إلا بقوة الأمل وبصلابة الحب، حب يرضي ربي أولاً وحب الوطن وحب الناس وحب الحياة وحب الخير والوقوف في وجه الخطأ وتشجيع الصواب. أن نعود إلى الشرف وكلمته حتى نصدق بعضنا، ونصدق أحلامنا بالصبر والكرامة والتواضع، أن نتحرر من صغائرنا وشرور أنفسنا وسقوطنا في حلقاتنا الفارغة ونقاشاتنا العقيمة، وأن هذا العالم ضدنا وأنه يحيك المؤامرات علينا. هذا العالم ليس ضدنا، بل إنه مع نفسه ومع آماله ومع مصالحه، ونحن الذين ضد أنفسنا وضد أحلامنا، لأننا نحتاج إلى مزيد من العلم والتعليم والمحبة لما فيه مصلحة الجميع لتعود المصلحة لك ولي. وكل هذا يحتاج إلى الأمل. فمن يعيد الأمل إلي، أظنك سيعيده الجني إلي؟ أم أطالبه ببيت وسيارة ودفتر شيكات وأريح نفسي وأريحه؟ خلف الزاوية عيناك تقتحمان كل معالمي فهما وسيلة بهجتي ورجائي ما كنت أسأل عن سواك لأنني أقوى من الإغراء والإغواء [email protected]