من المصادفات اللافتة، أن يتزامن اليوم العالمي للاجئين الذي احتفل به في 20 حزيران (يونيو) الجاري مع الدعوات الآيلة الى تحرير آلاف ملفات اللاجئين العالقة في خزائن الهجرة الكندية وبتها. وقد نظّم المجلس الكندي للاجئين في المناسبة احتفالات شعبية ورسمية في مدن عدة، تخللتها ندوات تثقيفية حول أخطار الحروب والكوارث الطبيعية والعنف ونشاطات اجتماعية وترفيهية وتبرّعات عينية ومالية، وغيرها من الخدمات التعليمية والصحية ووسائل الدعم التي تساهم في اندماجهم بالمجتمع المحلي. تشير مستندات دوائر الهجرة إلى تزايد كبير لطلبات اللجوء وتراكم ملفاتها يوماً بعد آخر. وتترافق مع ارتفاع أصوات محامين ومنظمات إنسانية وحقوقية يطالبون بزيادة الموارد المالية ل»لجنة اللجوء» وعدد موظفيها واعتماد تنظيم أفضل لإنجاز المعاملات العالقة في مكاتبها وتسريعها، والتي بلغت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي معدلات قياسية، إذ ارتفعت من 24 ألف ملف إلى 28500 ملف، أو ما يعادل نحو 18 في المئة، علماً أن 5500 ملف لم تعالج منذ عام 2012. كما أن جلسات الاستماع لطالبي اللجوء التي ينبغي أن تنعقد قانوناً في مهلة تتراوح بين 30 و60 يوماً، لم تلتزم بها لجنة حماية اللاجئين، وأمضت أكثر من خمسة أشهر كمعدّل وسطي العام الماضي لمعالجة ملف واحد. كما يوضح السكرتير البرلماني لوزير الهجرة سيرج مورمييه، والذي يعد «بإيجاد سبل كفيلة بزيادة الإنتاجية ودراسة الحاجات في العنصرين المالي والبشري، وتشكيل فريق عمل من الخبراء الاختصاصيين بشؤون اللجوء». إجتماعات طارئة يجري «المجلس الكندي للاجئين»، وهو منظمة أهلية لا تبغي الربح، مشاورات وجلسات حوار في جامعة ماك إيوان (Mac Ewan) في مدينة إدمنتون ( مقاطعة البرتا) حول أوضاع اللاجئين في كندا. ويشارك فيها أكثر من 300 شخص جلّهم من اللاجئين السوريين بهدف تعزيز الشراكة مع المنظمات المعنية وشرح ما يتعلّق بقوانين الهجرة واللجوء، بواسطة محامين وجامعيين وممثلين عن الحكومة في العاصمة أوتاوا وسائر المقاطعات. وفي مقاطعة نوفا سكوشا، تقدّم وكالة الخدمات للمهاجرين الجدد، خصوصاً السوريين منهم، خدمات في أكثر من مجال، بدءاً من توفير خدمة التعليم مروراً بالمساعدة على إيجاد فرص عمل والانطلاق في عالم الأعمال، وصولاً إلى المساعدة في الاستقرار والبحث عن مسكن ومدرسة للأولاد وغيرها من التحديات. وتنشط هذه الوكالة منذ نحو أربعة عقود، وتنظّم نشاطات تعليميّة ورياضيّة وترفيهيّة فضلاً عن أخرى زراعيّة وبيئيّة، يشارك فيها المهاجرون واللاجئون كلّ بما يتناسب مع ميوله ومواهبه. وتلفت مديرة قسم التوظيف في الوكالة مهجة عالية، إلى تنظيم لقاءات مع لاجئين سوريين للعمل كمتطوعين في مجال الخدمات أو المهن التي كانوا يزاولونها في بلدههم أو اكتساب الخبرة الكندية في الحقول التي يرغبون فيها. وتقول: «يتطلّب العمل مع اللاجئين السوريين (يزيد عددهم عن 40 ألفاً في كندا) اهتماماً خاصاً ومتابعة شبه يومية للاطلاع على حاجاتهم وحلّ ما يتعرّضون له من مشكلات اجتماعية أو تعليمية أو لغوية أو غيرها». «صالون عمل» في سياق متصل، نظّم المركز الاجتماعي في مونتريال «صالون عمل» لمساعدة اللاجئين السوريين (حوالى 7 آلاف في مقاطعة كيبيك، حصل بعضهم على كفالة خاصة وبعضهم الآخر على كفالة كيبيكية أو كندية) بالتعاون مع الصليب الأحمر الكندي، وبمشاركة شركات من مجالات متعددة، للتعرّف عن كثب إلى اللاجئين والخبرات التي يمتلكونها والشهادات التي حملوها معهم والأعمال التي يرغبون في مزاولتها، سعياً إلى تمكين كثر من إيجاد فرصة عمل وتطوير شبكة علاقات تفتح أمامهم أبواب التواصل والاندماج في المجتمع الكيبيكي.