تعكف كتلة «الائتلاف» الشيعي، خلال الأيام القليلة المقبلة على اجراء اتصالات مع عدد من مكوناتها، بينها تلك التي انسحبت من الائتلاف، لتحديد منطلقات جديدة وتسمية اللجنة الخاصة بالتفاوض مع الاطراف السياسية، فيما سرب بعض السياسيين ان حوارات تجرى منذ الآن لتسمية رئيس الوزراء المقبل. الى ذلك، علمت « الحياة» ان ترتيبات أولية تجري حاليا لعقد اجتماع للمجلس التنفيذي (3+1) الذي يضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي، بالاضافة الى رئيس الوزراء نوري المالكي للبحث في استعدادات الحكومة للانسحاب الاميركي، والخلافات بين الحكومة المركزية واقليم كردستان. وقال القيادي في حزب «الدعوة» (تنظيم العراق) النائب عبدالهادي الحساني ل «الحياة» إن «كتلة الائتلاف تواصل تحركها لإعادة تشكيل نفسها»، مشيرا الى ان الايام القليلة الماضية «تمخضت عن اتفاق على اسس جديدة للائتلاف المقبل يركز على جعله اكثر انفتاحا على القوى الاخرى، ضمن ثوابت النزاهة والكفاءة وليس الطائفة والمذهب». واضاف ان «اللجنة التي شكلت من مكونات الائتلاف الخمسة قبل ايام عقدت لقاءات مع عدد من القوى السياسية ويأخذ هذا التحرك اتجاهين: الأول نحو الاطراف التي انسحبت من الكتلة وهي الفضيلة والتيار الصدري. والثاني الانفتاح على شيوخ العشائر وشخصيات ليبرالية وسنية تتفق برامجها مع برنامج الائتلاف استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة». وتابع الحساني ان الايام القليلة المقبلة ستشهد اتصالات مع عدد من القوى السياسية ودعوتها للانضمام الى «الائتلاف»، لافتا الى ان هناك «عددا من القوى السياسية فاتحت الائتلاف بالانضمام إليه بعد تشديد المالكي على نبذ المحاصصة المذهبية والارتكاز إلى مبادئ الوطنية». وكان المالكي، بحث خلال زيارة خاطفة لطهران مع رئيس «المجلس الاعلى» عبدالعزيز الحكيم توسيع الائتلاف. ويتكون الائتلاف حاليا من خمسة قوى هي «المجلس الاعلى» و «منظمة بدر» وحزب «الدعوة» الذي يتزعمه رئيس الوزراء وحزب «الدعوة - تنظيم العراق»، وكتلة «التضامن»، بعد انسحاب الكتلة الصدرية وحزب «الفضيلة». ودعا «المجلس الاعلى» منتصف الشهر الجاري الى لملمة الكتلة من جديد استعدادا للانتخابات النيابية. لكن حزب «الدعوة» فاجأه برفضه الابقاء على الاسس المتبعة داخل الائتلاف وطالب باستبدالها، فضلا عن تسلمه زعامة الكتلة بعد النجاح السياسي الذي حققه في الانتخابات المحلية الاخيرة. وكان نائب الرئيس طارق الهاشمي اجرى اتصالا امس مع الحكيم تطرق فيه الى «الاوضاع السياسية في البلاد بالاضافة الى الاطمئنان على صحة الحكيم الذي يرقد في احد مستشفيات طهران». إلى ذلك، سرّب بعض السياسيين والبرلمانيين انباء عن تحركات سياسية بين القوى الكبيرة لتسمية رئيس الوزراء المقبل منذ الآن وتحرك لحزب «الدعوة» للحفاظ على هذا المنصب، فيما لم ينف المالكي رغبته في ولاية ثانية ورهن ذلك بالارادة الشعبية والجماهيرية. من جهة أخرى، قال مصدر مقرب من الحكومة ل «الحياة» إن ترتيبات اولية تجري تمهيدا لعقد اجتماع للمجلس التنفيذي الذي يضم طالباني والهاشمي وعبدالمهدي والمالكي، يتناول عدداً من الملفات المهمة ابرزها الاستعدادات العراقية للانسحاب الاميركي المرتقب من المدن، اواخر الشهر الجاري. وما يتطلبه من استعدادات. واضاف المصدر ان «بين الملفات التي سيتناولها جدول اعمال الاجتماع الخلافات المتفاقمة بين اقليم كردستان والحكومة المركزية حول النفط والاراضي المتنازع عليها، بالاضافة الى الملف الاقتصادي والخطوات الواجب اتخاذها لمواجة الازمة المالية العالمية».