قال البيت الأبيض إن الحكومة السورية تستعد فيما يبدو لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية بعد رصده تحركات تشير إلى هجوم محتمل، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع «ثمنا فادحاً» هو وجيشه إذا نفذ هجوماً من هذا النوع. وأضاف البيت الأبيض أن سورية تقوم بتجهيزات مماثلة لتلك التي اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيماوية في 4 نيسان (أبريل) الماضي وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين، ما دفع الرئيس دونالد ترامب إلى إصدار أمر بتوجيه ضربة بصواريخ «كروز» على قاعدة جوية سورية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر: «الولاياتالمتحدة حددت تجهيزات محتملة لنظام الأسد لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية سيؤدي على الأرجح إلى قتل جماعي لمدنيين بينهم أطفال أبرياء». وأضاف «إذا نفذ الأسد هجوماً آخر بالأسلحة الكيماوية يتسبب في قتل جماعي فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً فادحاً». ولم يرد المسؤولون بالبيت الأبيض على طلبات للتعليق على الخطط الأميركية المحتملة أو المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى صدور البيان الخاص بالاستعدادات السورية. وقال مسؤول مطلع على معلومات استخباراتية إن ضباطاً أميركيين ومن الحلفاء حددوا منذ فترة مواقع عدة يشتبهون في أن الحكومة السورية تخبئ فيها أسلحة كيماوية حديثة الصنع عن المفتشين. واستند التقييم في جزء منه على المواقع والإجراءات الأمنية المحيطة بالمواقع المشتبه بها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الكشف عنها. وقال المسؤول إن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة لما وصف بأنه نشاط غير طبيعي ربما يكون له صلة بتجهيزات لهجوم كيماوي. وأضاف المسؤول الذي امتنع عن مناقشة المسألة باستفاضة إنه «على رغم أن المعلومات الاستخباراتية ليست حاسمة فقد قررت الإدارة سريعاً إصدار التحذير العلني لنظام الأسد في شأن عواقب الهجوم على المدنيين، وذلك في محاولة لمنع هجوم من هذا النوع». ومن جهة ثانية، قالت سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي على «تويتر»: «أي هجمات مستقبلية على شعب سورية لن يوجه اللوم فيها على الأسد فحسب بل أيضاً على روسياوإيران اللتين تدعمانه لقتل شعبه». وأمر ترامب بالضربة على قاعدة «الشعيرات» الجوية في سورية في نيسان (أبريل) الماضي، رداً على هجوم قالت واشنطن إن الحكومة السورية نفذته باستخدام غاز سام أودى بحياة 70 شخصاً على الأقل في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، ونفت سورية تنفيذ الهجوم. وكانت الضربة أقوى إجراء أميركي مباشر حتى الآن في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام في سورية، ما أثار خطر اندلاع مواجهة مع روسياوإيران الداعمين العسكريين الرئيسيين للأسد. ووصف المسؤولون الأميركيون التدخل حينها بأنه «لمرة واحدة» الهدف منه منع وقوع هجمات بالأسلحة الكيماوية في المستقبل، وليس توسعاً لدور الولاياتالمتحدة في الحرب السورية. واتخذت الولاياتالمتحدة سلسلة إجراءات خلال الشهور الثلاثة الأخيرة كشفت عن استعدادها لتنفيذ ضربات ضد قوات الحكومة السورية والداعمين لها ومنهم إيران، وأمر ترامب أيضاً بتكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ومنح قادته العسكريين سلطة أكبر.