ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي أمس، مع استفادة المضاربين من هبوطه الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر، لكن الزيادة المستمرة في الإمدادات الأميركية وعدم ظهور دلائل على انخفاض المخزون العالمي كبح مكاسب الخام. وزاد المستثمرون في العقود الآجلة والخيارات للخام الأميركي رهاناتهم، على عدم تسجيل الأسعار ارتفاعاً إضافياً مع زيادة عدد منصات الحفر النفطية العاملة في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات. وازداد إنتاج النفط الصخري الأميركي نحو عشرة في المئة منذ العام الماضي ليهدد مع نمو إنتاج دول مثل البرازيل، بتقويض جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركائها لخفض مخزون الخام العالمي من خلال تقليص الإنتاج. وسجل خام القياس العالمي مزيج «برنت» زيادة في العقود الآجلة 48 سنتاً إلى 46.02 دولار للبرميل. ولا يزال السعر متجهاً لتكبد خسارة تقارب 20 في المئة في النصف الأول من السنة، بعد بلوغه أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) عند 44.35 دولار للبرميل في 21 حزيران (يونيو) الجاري. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 47 سنتاً إلى 43.48 دولار للبرميل. إلى ذلك، أظهرت بيانات نُشرت أمس، أن المضاربين قلصوا حيازاتهم من العقود الآجلة وتلك العائدة للخيارات لخام القياس العالمي مزيج «برنت» إلى أدنى مستوياتها في 18 شهراً، بينما رفعوا رهاناتهم على عدم ازدياد السعر إلى أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل البيانات عام 2011. وأشارت البيانات الصادرة من «بورصة إنتركونتيننتال»، إلى أن مديري الأموال خفضوا مراكز الشراء في العقود الآجلة وعقود الخيارات لخام «برنت» بواقع 54 ألفاً و162 مركزاً إلى 228 ألفاً و995 عقداً في الأسبوع المنتهي في 20 حزيران، مسجلاً أدنى مستوى منذ منتصف كانون الثاني (يناير) 2016 ، حين بلغ سعر النفط أدنى مستوياته في نحو 13 عاماً عند 27.10 دولار للبرميل. وزادت مراكز البيع إلى 168 ألفاً و804 وهو أعلى مستوى منذ بدء «بورصة إنتركونتيننتال» نشر البيانات عام 2011. وفي الأسبوع المنتهي في 20 حزيران، نزلت العقود الآجلة لخام «برنت» خمسة في المئة إلى نحو 46 دولار للبرميل مسجلة أدنى مستوى لها منذ تشرين الثاني 2016. في سياق منفصل، أظهرت بيانات حكومية أمس، أن واردات إسبانيا من النفط الخام ارتفعت نحو واحد في المئة على أساس سنوي في نيسان (أبريل) إلى 5.32 مليون طن، وسجلت الشحنات السعودية والعراقية والجزائرية أعلى زيادات بالنسبة المئوية. وأكدت الهيئة المعنية باحتياطات الطاقة الاستراتيجية في إسبانيا في نشرتها الشهرية، أن «منطقة الشرق الأوسط باتت أكبر مورد لإسبانيا في نيسان للمرة الأولى منذ كانون الثاني 2012». وتراجعت الشحنات من دول «أوبك»، التي اتفقت على خفض الإنتاج هذه السنة، 4.4 في المئة إلى 2.538 مليون طن. لكن واردات السعودية ارتفعت 63.5 في المئة إلى 682 ألف طن، وقفزت الواردات العراقية 243 في المئة إلى 495 ألف طن، في حين صعدت الشحنات الجزائرية 220 في المئة إلى 96 ألف طن. وزادت الواردات من الدول غير الأعضاء في المنظمة 5.9 في المئة إلى 2.785 مليون طن. وفي الفترة بين كانون الثاني ونيسان زادت واردات إسبانيا من النفط الخام 1.11 في المئة إلى 21.66 مليون طن.