علمت «الحياة» من مصادر أمنية أن تقارير استخباراتية لدى القوات الأمنية تفيد بتمدد المسلحين خارج مدينة الفلوجة، وعلى بعد أقل من 5 كلم من سجن أبو غريب شمال غربي بغداد أوصت بضرورة إخلاء السجن منذ أسابيع، فيما قررت وزارة العدل إغلاقه بالكامل. وأعلنت وزارة العدل أمس، عن إغلاق سجن بغداد المركزي «أبو غريب» سابقاً بصورة كاملة وإخلائه من النزلاء، بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية، وأوضح بيان صدر عن الوزارة أمس أن «الوزارة أنهت نقل جميع النزلاء والبالغ عددهم (2400) نزيل بين موقوف ومحكوم بقضايا إرهابية، إلى السجون الإصلاحية في المحافظات الوسطى والشمالية». وأضاف: «أن الوزارة اتخذت هذا القرار ضمن إجراءات احترازية تتعلق بأمن السجون، كون سجن بغداد المركزي يقع في منطقة ساخنة»، وأوضح أن «لجنة مشكّلة في الوزارة، باشرت بتوزيع الموظفين والحراس الإصلاحيين في السجن على بقية السجون في بغداد». ويقع سجن أبو غريب شمال غربي بغداد، وأخذ اسمه من اسم المنطقة التي تربط بغداد بمدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار غرب البلاد، فيما تعرض السجن لحالات هروب لنزلائه بينهم قياديون في تنظيم «القاعدة» العام الماضي. إلى ذلك قال مصدر أمني ل «الحياة» إن «تقارير استخباراتية أفادت عن وصول المسلحين من عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش» إلى مناطق في أبو غريب». وأردف: «أنه منذ ثلاثة أسابيع بدأ المسلحون الذين يسيطرون على مدينة الفلوجة بمحاولة توسيع مناطق نفوذهم، ووقع اختيارهم على غرب بغداد»، وكشف المصدر أن «المسلحين انتشروا بالتتابع في عدد من القرى الرابطة بين الفلوجة وبين أبو غريب وأبرزها الزيدان وزوبع والعناز»، وأشار إلى أن «توصيات أمنية أرسلت إلى القيادات العسكرية بضرورة إخلاء سجن أبو غريب بعد معلومات تفيد بوجود مسلحين على مسافة أقل من 5 كيلومتر من السجن»، ولفت إلى أنه «مع بداية المعارك في الأنبار توجهت قوات خاصة من اللواء 56 التابع للجيش والمعروف بلواء بغداد، لحماية السجن». وكان تنظيم «داعش» نشر أخيراً شريط فيديو يظهر فيه مسلحون يستعرضون عسكرياً عشرات العجلات التي تعود إلى الجيش العراقي في قضاء أبو غريب، وهي تحمل أعلام التنظيم، وتقل مسلحيه، وهم مدججون بالأسلحة. وكشف مصدر عشائري في مدينة الفلوجة ل «الحياة» أمس أن وحدات من الجيش انسحبت من أماكنها الواقعة جنوب الفلوجة، ما ساهم بفتح جسر يعرف باسم «بزيبر» من جانب الأهالي وأبناء العشائر، وهو يربط بغداد بالفلوجة، وتحديداً في منطقة صدر اليوسفية. وأشار إلى أن «المسلحين في الفلوجة استطاعوا خلال اليومين الماضيين السيطرة على عدد من المناطق المحيطة بالمدينة أبرزها النساف والأزركية والحلابسة والبو علوان». وقال إن «الأوضاع داخل الفلوجة أصبحت كارثية مع تزايد القصف العشوائي للجيش على المدينة، وأوضح أن مئات العائلات بدأت هجرة منازلها إلى مناطق شمال الأنبار في راوة وعانة وحديثة والقائم». وقالت مصادر إن «المسلحين في الفلوجة استطاعوا خلال اليومين الماضيين السيطرة على عدد من المناطق المحيطة بالمدينة، أبرزها النساف والأزركية والحلابسة والبو علوان، بعد اشتباكات حصلت مع الجيش اضطرته إلى الانسحاب منها». إلى ذلك أفاد بيان ل «قيادة عمليات الأنبار» بأن 20 مسلحاً ينتمون إلى تنظيم «داعش» قتلوا باشتباك مسلح مع قوة خاصة بمناطق متفرقة في الفلوجة، وأوضح أن الاشتباك حصل بمناطق البو علوان والبو عكاش والصقلاوية والسجر وقرب جسر الموظفين في الفلوجة، ما أسفر عن مقتل 20 مسلحاً من التنظيم. وأشار إلى أن «القوة تمكنت من تدمير خمس عجلات تابعة لتنظيم «داعش» في مناطق ذراع دجلة والبو عكاش والصقلاوية والسجر في الفلوجة».